كرهٍ ومشقةٍ، ذكره في "معالم التنزيل".
قوله: "فكيف بمن يكون طعامه؟! " الفاء في (فكيف): جواب شرط مقدَّر، فكأنه قال: إذا عرفتَ ذلك فكيف يفعل مَن يكون طعامُه ذلك؟! أي: الزَّقُّوم؛ يعني: كيف حالُ مَن طعامُه الزَّقُّوم في النار؟!
* * *
4412 - عن أبي سَعيدٍ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: " {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104] قالَ: تَشْويهِ النّارُ فَتَتَقَلَّصُ شَفَتُهُ العُليا حتَّى تَبْلُغَ وَسَطَ رَأْسِهِ وتَسْترخِيَ شَفتهُ السُّفلَى حتَّى تَضْرِبَ سُرَّتهُ".
قوله: {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} وما قبله {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104]، يعني: تحرق النارُ وجوهَ الذين خسروا أنفسَهم، أعني الكَفَرة، وهم في النار عابسون.
قوله: "فتَقَلَّصُ شَفَتُه العليا"، (تَقَلَّصُ) أصله: تتقلَّص، فحُذفت إحدى التاءين تخفيفًا، كما قال الله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ} [هود: 105] الآية، وأصله: لا تتكلم، ومعناه: تنقبض، و (العليا) تأنيث: الأعلى.
و"وَسطَ رأسِه" بسكون السين: ظرف، وبفتحها: نعت.
و"تسترخي"؛ أي: تَستَرسل وتَتدلَّى، و (السُّفلى) تأنيث: الأسفل.
* * *
4413 - عن أنسٍ - رضي الله عنه -، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "يا أيُّها النَّاسُ ابْكُوا، فإنْ لمْ تَسْتَطيعوا فتباكَوْا، فإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكونَ في النَّارِ حتَّى تسيلَ دُمُوعُهُمْ في وُجُوهِهِمْ كأَنَّها جَداوِلُ، حتَّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ فتسيلُ الدِّماءُ فتقَرَّحُ العُيونُ، فلوْ أنَّ سُفُنًا أُرْخِيَتْ فيها لجَرَتْ".