قوله: "فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: إن يعش هذا ... " إلى آخره.
(هذا) إشارةٌ إلى الأصغر.
"الساعة": جزء من أجزاء الزمان، ويُعبَّر بها عن القيامة.
قال هشام: الساعةُ ها هنا: الموت؛ يعني: إذا مات الرجل يرى جزاءَ ما فعل، وكأنه يرى القيامة.
يعني: قبل أن يصير هذا الصغير هَرِمًا يأتي على بعضكم، أو على جميعكم الموت.
هذا تنبيهٌ منه - صلى الله عليه وسلم - على محذورات الدنيا، وأنها لا تبقى لجميع سكانها، بل تأكلهم مستأصلين، فليحذر الناسُ منها، ويستعدوا لأمر الآخرة.
* * *
مِنَ الحِسَان:
4267 - عن المُسْتَوْرِدِ بن شَدَّادٍ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "بُعِثْثُ في نَفَسِ السَّاعةِ، فسبَقْتُها كما سبقَتْ هذِه هذِه"، وأَشارَ بِإِصْبَعَيْهِ السَبَّابةِ والوُسْطَى.
قوله: "بُعِثتُ في نفسِ الساعة، فسبقتُها ... " إلى آخره.
(النَفَس) بالتحريك لا غير، ذكره الإمام التُّورِبشتي في "شرحه"، وهو عبارةٌ عن قرب الساعة وأماراتها؛ يعني: بعثت في قريب من أشراط الساعة، وحاصله: [أنه] مجازٌ وتنبيهٌ على الاستعداد لها من زمنِ بعثِهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى قيامها.
قوله: "فسبقتُهَا كما سبقت هذه هذه"؛ يعني: فسبقتُ الساعةَ كما سبقت هذه هذه، فـ (هذه) الأولى محلها رفع؛ لأنها فاعل (سبقت)، و (هذه) الثانية محلها نصب؛ لأنها مفعوله، وتقديم الفاعل في هذه الصورةِ واجبٌ.