أما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فنامت عيني، وسمعت أذناني، وعقل قلبي" فهو عبارة عن طمأنينة قلبه - صلى الله عليه وسلم -، واهتدائه إلى المعارف الإلهية، والحقائق الربانية، والعقائد الحقة، وكذا قلوب جميع الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم -، فإنها قُدُّوسيةٌ مَلَكوتية مجبولةٌ على الطُّهر والقدس، فحينئذ كيف يجري النومُ فيها، فإنه من آثار السُّفليات، ولأن قلوبهم مهابطُ للوحي، فما كان مهبطًا للوحي لا يكون محلًا للنوم.

قوله: "أبوه طُوال ضَرْبَ اللحمِ": (الطُّوال) - بضم الطاء - من بناء المبالغة؛ يعني: كان طويلًا غايةَ الطولِ مثل: كبير وكُبار.

و (ضَرْب اللحم): عبارة عن خفيف اللحم.

قوله: "كأن أنفه منقار"؛ يعني: في أنفه طولٌ بحيث يشبه منقارَ طائر. "الفِرضاخيَّة": الضخمة العظيمة، ذكره في "الغريبين".

قوله: "فذهبتُ أنا والزبير"، و (الزبير) عطف على ضمير المتكلم في (ذهبت)، و (أنا) تأكيدٌ لذلك الضمير؛ لأنه يُشترَط في العطف على الضمير المرفوع أن يكونَ مؤكَّدًا، كقوله تعالى: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35].

قوله: "فإذا نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهما"، (إذا) للمفاجأة، و (النعت) مبتدأ، و (إذا) خبرٌ مقدم، و (فيهما) يجوزُ أن يكون حالًا من الضمير الكائن في (إذا)، وهو ضمير (النعت)، أو في متعلقه، والعامل في (فيهما) يجوز أن يكونَ هو الاستقرار، ويجوز أن يكون نائبه، فتقديره: النعتُ ثَمَّ كائنًا فيهما، ويجوزُ أن يكون (فيهما) خبر المبتدأ، و (إذا) ظرف، ويجوز أن يكون خبرًا بعد خبر، ويجوز أن يكون خبرَ مبتدأ محذوفٍ، ويجوز أن يكون هو مبتدأ، وخبره محذوفٌ.

يعني: إذا دخلنا على أبويه فاجأنا ما وصفَ لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أبويه؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015