4241 - عن عُبادَة بن الصَّامِت، عن رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنِّي حَدَّثتُكُمْ عنِ الدَّجَّالِ حتَّى خَشِيْتُ أنْ لا تَعْقِلوا، إنَّ المَسيحَ الدَّجَّالَ رَجُلٌ قَصيرٌ، أَفْحَجُ، جَعْدٌ، أعوَرُ، مَطْموسُ العينِ، ليستْ بناتِئَةٍ ولا حَجْراءَ، فإنْ أُلْبسَ عليكُمْ فاعلَمُوا أنَّ ربَّكُمْ ليسَ بأَعوَرَ".

قوله: "حتى خشيتُ أن لا تعقِلوا"؛ يعني: خشيت أن لا تفهموا ما حدثتكم في شأن الدجال، أو تنسوه من كثرة ما قلتُ من وصفه: "إن المسيحَ الدجال" مكسور الهمز؛ لأنه مفتتح الكلام.

"الفَحَج": تباعدُ ما بين الساقين في الإنسان والدابة.

"مطموسُ العين"؛ أي: ذاهب أثرها من غير محق، من (طمس): إذا ذهب أثرُ الشيء وانمحى.

قوله: "ولا حَجْراء"؛ أي: عينه ليست بمنخفضة ولا مرتفعة.

و (الجَحْراء) بتقديم الجيم: العين التي قد انخسفت، فبقي مكانها غائرًا كالجحر.

قوله: "فإن أُلبسَ عليكم فاعلموا أنَّ ربَّكم ليس بأعورَ"، (الإلباس): الخلط والاشتباه؛ أي: إن اشتبهَ عليكم دعواه الكاذبة في الهيئة، فاعلموا أن هذا ليس بإله لنقصانه، وهو العور، وربكم ليس بأعور؛ يعني: فاعلموا أنه تعالى منَّزهٌ عن سمة الحدوث، فضلًا عن النقائص والعيوب، وفيه دليلٌ على جواز إثبات ذاته تعالى وصفاته القديمة بالمعقول؛ إذ كلُّ ما في الوجود من الحوادث لا بدَّ لها من أن تنتهي إلى شيء يقوم بنفسه، ولا يحتاج إلى مُوجِد، وذلك المُنتهى إليه الدالُّ عليه البرهانُ العقلي هو واجبٌ بنفسه، مُستغنٍ عن غيره، وهو المعبودُ الحقُّ الذي يُسمَّى إلهًا.

والوهمُ لكثرة ما يُشاهِدَ القائم بغيره يُشكك، ويقول: كيف يقوم شيء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015