أما أفعال القلوب فيجوزُ فيها اجتماعُ ضمير الفاعل والمفعول لشخص واحد، كقولك: ظننتُني منطلقًا، والتاء في لفظة (ظننت) فاعل، والتاء في لفظة (ني) مفعول في اللفظ دون المعنى؛ لأن ظنك واقعٌ على انطلاقك، لا على ذاتك؛ لأنه لا شكَّ لك في ذاتك، فإذا كان كذلك، لم يجتمعْ ضميرُ الفاعل والمفعول في الحقيقة؛ لأن المفعول الثاني هو الحقيقي، إذ هو المظنون وغيره المحقق.

وأما (رأيتني) فهو بمعنى: علمتني، والياء مفعوله الأول، و (عند الكعبة) هو الثاني، تقديره: وعلمت نفسي حاصلًا عند الكعبة.

قوله: "له لِمَّةٌ كأحسنِ ما أنت راءٍ من اللِّمَم": (اللِّمة): الشعر الذي تجاوزَ شحمةَ الأذن، (لمم): جمعها.

و"قد رجَّلها"؛ أي: قد سرَّحها وامتشطها.

"العواتق": جمع عاتق، وهو موضع الرداء من الكتف.

* * *

مِنَ الحِسَان:

4240 - عن فاطِمَةَ بنتِ قَيْسٍ في حديثِ تَميمٍ الدَّارِيِّ قال: فإذا أنا بامرأةٍ تجُرُّ شَعْرَها، قال: ما أَنْتِ؟ قالت: أنا الجَسَّاسَةُ، اذهَبْ إلى ذلكَ القَصْرِ، فأتيتُهُ، فإذا رَجُلٌ يجُرُّ شَعْرَهُ، مُسَلْسَلٌ في الأَغْلالِ، يَنْزُو فيما بينَ السَّماءِ والأَرْضِ، فقُلت: مَنْ أنتَ؟ قال: أنا الدَّجَّالُ.

قولها في حديث تميم الداري: "فإذا أنا بامرأةٍ تجرُّ شعرَها": (إذا) للمفاجأة، وهي ظرف مكان يقع خبرًا عن الجثة، وبعده مبتدأ خبره جائزُ الحذفِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015