قوله: "أولُ أشراطِ السَّاعة نارٌ تَحْشُرُ الناسَ من المشرقِ إلى المغربِ": قيل: (النار): معنوية وهي عبارة عن ظهور الكفار وغَلبتهم بحيث يحشرونَ الناسَ من المشرق إلى المغرب؛ يعني: يقتلون بعضهم، ويهرب بعضهم بحيث يصير مَنْ في المشرق إلى المغرب، فإذا ثبت هذا، فقدْ وقعتْ منذُ سنين، ونحن بعدُ فيه.
وقيل: إنه خبرية فما وقعت بعدُ؛ إلَّا أنه لا بدَّ من الوقوع؛ لأن الصادق - صلى الله عليه وسلم - أخبر به، وقوله لا محالة الصدق، ولعل هذا هو الأصح؛ لأن كل ما يمكن من الآيات والأخبار أن يجري إلى الظاهر لا يحتاج إلى التأويل والعدول إلى المعنى.
* * *
مِنَ الحِسَان:
4206 - عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: قالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَقُومُ السَّاعةُ حتَّى يتَقارَبَ الزَّمانُ، فتكونُ السَّنَةُ كالشَّهْرِ، والشَّهْرُ كالجُمُعةِ، وتكونُ الجُمُعةُ كاليَوْمِ، ويكونُ اليَوْمُ كالسَّاعةِ، وتكونُ السَّاعةُ كالضَّرْمَةِ بالنَّارِ".
قوله من الحسان: "لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ فتكونُ السنةُ كالشَّهر" إلى آخره.
يعني: تكونُ السنةُ سريعةُ الانقضاءِ كالشهر، والشهرُ كالجمعة، والجمعةُ كاليوم، واليومُ كالساعة.
قيل: ذلك قصر الزمان مطلقًا، وقيل: لكثرة الغَفلة والاشتغال بالدنيا، وهذا أولى؛ لأن قصر الزمان فيه نظر، قال في "منتخب الصحاح":
الضَّرَمَةُ: السَّعَفَةُ والشَّيْحَةُ في طرفها نار.
قال في "الغريبين": (الضَّرَمَةُ): النار بعينها، يقال: ما بالنار نافخ ضَرمة؛