الشَّعيرِ أو التَّمرِ، لا يُباليهِمُ الله بالةً".

قوله: "يذهبُ الصالحون"؛ أي: يموتُ الصالحون.

"الأوَّلُ فالأوَّلُ"؛ أي: قرنًا بعد قرن، حتى لا يبقى من الناس إلا جماعة أشرار لم يكن فيهم خير.

"كحفالة الشعير والتمر"، (الحُفَالة): ما يسقط من رديء الشعير والتمر.

"لا يباليهم الله بَالَةً"، (المبالاة): التحقير وعدم الالتفات إلى أحد، وعدم الخوف من أحد، ويعدى بالباء وبمن وبنفسه، يقال: لا أبالي بفلان، ولا أبالي من فلان، ولا أبالي فلانًا.

ومعنى الحديث: أن الله لا يعظمهم، ولا يكون لهم عند الله وقار.

روى هذا الحديث المِرْدَاسُ الأسلمي.

* * *

مِنَ الحِسَان:

4128 - عن ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال: قال رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مشَتْ أمَّتي المُطَيْطِيَاءَ، وخدَمَتْهُم أبناءُ المُلوكِ، أبناءُ فارِسَ والرُّومِ، سَلِّطَ الله شِرارَها على خِيارِها"، غريب.

قوله: "إذا مَشَتْ أمتي المُطَيْطِياء"، (المُطَيْطِياء): التبختر، وهو منصوب على الحال، وهو حال معرفة بمعنى التنكير؛ نحو: لا إله إلا الله وحده، (وحده): منصوب على الحال وهو معرفة بمعنى التنكير؛ يعني: إذا صارت أمتي متكبرين وعظم ملكهم وأخذوا الفارس والروم، وخدمتهم أبناء ملوك الفرس والروم.

"سَلَّط الله شرارَها على خيارها"؛ يعني: جعل الله حُكْمَ الأمةِ بأيدي الظالمين، فيظلمون الصالحين ويؤذونهم، ويكون هذا نتيجة فساد بعض الأمة.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015