ما فيها مَوْضعُ أَرْبَعِ أَصابعَ إلاَّ ومَلَكٌ واضعٌ جَبْهَتَهُ ساجِدًا لله، والله لو تَعلمونَ ما أعلمُ لضَحِكتُمْ قليلاً ولَبكَيْتُمْ كثيرًا، وما تلذَّذْتُمْ بالنِّساءِ على الفُرُشاتِ، ولَخَرَجْتُمْ الى الصُّعُداتِ تَجْأرونَ إلى الله"، قالَ أبو ذَرٍّ: يا لَيْتني كنتُ شَجَرةً تُعْضَدُ.

قوله: "أطَّتِ السَّماء"؛ أي: صَاحت وأَنَّتْ.

"وحُقَّ لها أن تَئِطَّ"، (حق) على بناء المجهول؛ معناه: ينبغي لها أن تصيحَ وتَئِنَّ؛ يعني: تَئِنُّ السماء من خشية الله مع أنها موضع عبادة الملائكة؛ يعني: فإذا تخشى السماء مع أنها جماد فأولى بالإنسان أن يخشى من الله العظيم مع أنه ملوَّثٌ بالذنوب.

"الصَّعُدَات": جمع صُعُد - بضم الصاد والعين -، وهو جمع صَعِيْد، وهو وجه الأرض والتراب.

"تَجْأَرون"؛ أي: تتضرعون.

"يا ليتني كنتُ شجرةً تُعْضَدُ"؛ أي: تقطع؛ يعني: يا ليتني كنت بريئًا من الذنوب كالشجرة، ويا ليتني لم أحشر يوم القيامة ولم أعذب كالشجرة التي تعضد، وهذا القول منه مِنْ غَاية خشية الله تعالى.

* * *

4119 - عن أبي هُريرَةَ قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ خَافَ أدْلَجَ، ومَنْ أدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، ألا إنَّ سِلْعَةَ الله غاليةٌ، ألا إنَّ سِلْعَةَ الله الجنَّةُ".

قوله: "مَنْ خَافَ أَدْلجَ"؛ يعني: من خافَ من شيءٍ أدلَجَ؛ أي: هَرَبَ في أول الليل، فإن الرجلَ إذا هربَ في أول الليل ينجو من العدو، فإن العدو يُغير بعد الصبح؛ يعني: من خاف الله فليهرب من المعاصي إلى الطاعات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015