"ويمسخ"؛ أي: يغيرُ صورَ قومٍ منهم؛ يعني: يهلك بعضهم، ويمسخ بعضهم.

ولم يبين في هذا الحديث مكانهم ولا ذنوبهم (?)، وإنما أفاد هذا الحديث: أنه يكون في آخر الزمان نزول الفتن ومسخ الصور، فليجتنب المؤمنُ المعاصيَ كي لا يقعَ في العذاب ومسخ الصور.

وفي هذا الحديث: اختلف نسخ "المصابيح" في موضعين: أحدهما في (الحر)؛ فإنه في بعض النسخ: "الخز" بالخاء والزاي المعجمتين، والصواب: ما قلنا؛ فإنه ذكر في "سنن أبي داود" أنه بالحاء والراء المهملتين.

والموضع الثاني قوله: "يروح عليهم رجلٌ بسَارحةٍ" ففي بعض النسخ هكذا، وفي بعض النسخ: "يروح عليهم بسارحة" من غير لفظة رجل، و (الرجل) مذكور في "سنن أبي داود".

روى هذا الحديث أبو عامر الأشعري.

* * *

4114 - وقال: "إذا أَنْزَلَ الله بقَوْمٍ عَذابًا؛ أصابَ العَذابُ مَنْ كانَ فيهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوا على أَعْمَالِهِمْ".

قوله: "إذا أنزلَ الله بقومٍ عذابًا أصابَ مَنْ كان فيهم"؛ يعني: إذا أذنبَ بعضُ القوم نزلَ العذابُ بجميع مَنْ كان في القومِ الذين فيهم المذنب، وهلكوا جميعًا بشؤم المذنب، فصاروا مستوين في لحوقِ العذابِ بهم، ولكنهم مختلفون يوم القيامة، وكل واحد منهم يُبعث بأعماله، فالصالح ينجو والطالح يُعذَّب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015