أخبرنا بحال من يعمل عملًا صالحًا لله لا للناس، ويصفه الناس بالعمل ويمدحونه، هل يبطل ثوابه بما مدحه الناس أم لا؟. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"تلك عاجل بشرى المؤمن"؛ يعني: مَن عمل عملًا صالحًا خالصًا لله، وليس في قلبه الرياء، أعطاه الله ثوابين: ثوابًا في الدنيا، وثوابًا في الآخرة, فثوابه في الدنيا: أن يوقع محبته في قلوب الناس، ويوقع على ألسنتهم ذكره بالخير، وثوابه في الآخرة: اللقاء والجنة؛ يعني: لا بأس بمدح الناس الرجلَ الصالح إذا لم يكن في قلبه رياء وسمعة.

* * *

مِنَ الحِسَانِ:

4103 - عن أنسٍ: أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ كانتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الآخِرَةِ جَعَلَ الله غِناهُ في قلبهِ، وجَمَعَ لهُ شَمْلَهُ، وأتَتْهُ الدُّنْيا وهي راغِمَةٌ، ومَنْ كانتْ نيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيا جَعَلَ الله الفَقْرَ بينَ عَيْنَيْهِ، وشَتَّتَ عليهِ أَمْرَهُ، ولا يأتيهِ منها إلا ما كُتِبَ لهُ".

قوله: "جعل الله غناه في قلبه"؛ أي: جعل الله قلبه غنيًا بأن جعله قانعًا بالكفاف، ولا يتعب نفسه في طلب الزيادة، فهذا هو الغِنَى الحقيقي.

"وجمع له شمله"، (الشمل): ضد التفرق؛ يعني: جعله الله مجموع الخاطر، وهيأ أسبابه من حيث لا يدري.

"وأتته الدنيا وهي راغمة" الواو في (وهي) للحال، (راغمة)؛ أي: ذليلة؛ يعني: تقصده الدنيا طوعًا وكرهًا؛ يعني: حصل له من الدنيا ما يحتاج إليه.

"شتَّت"؛ أي: فرَّق.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015