{لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 87] وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172].

"ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق مما في يدي الله"؛ يعني: ليكن اعتمادك بوعد الله من إيصال الرزق إليك أقوى وأشد مما في يديك من المال؛ فإن ما في يدك من المال يمكن تَلَفُه، وما وعد الله به لا يمكن خُلْفُه، بل يصل إليك البتة.

"لو أنها أُبقيت لك"؛ أي: لو أن تلك المصيبة منعت وأخرت عنك، هذا الكلام يحتمل شيئين:

أحدهما: أن يكون معناه: ينبغي أن تكون في وصول المصيبة أرغب من عدم وصولها إليك، ومن عدم تقدير وصول تلك المصيبة؛ لتجد ثواب المصيبة.

والثاني: أن يكون معناه: ينبغي أن تكون في وصول تعجيل مصيبةٍ مقدَّرة أرغبَ من تأخيرها مع أنها مقدَّرة أن تصل إليك في وقت آخر؛ لأن الزاهد في تعجيل نيل الثواب أرغب من تأخيره.

* * *

4095 - عن ابن عبَّاسٍ قال: "كُنْتُ خَلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا، فقال: يا غلامُ! احْفَظِ الله يَحْفَظْكَ، احفَظِ الله تَجِدْهُ تُجاهَكَ، إذا سَأَلْتَ فاسأَلِ الله، وإذا استَعَنْتَ فاستَعِنْ بالله، واعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لو اجتَمَعَتْ على أنْ يَنفَعُوكَ بشيءٍ لمْ يَنفعوكَ إلا بشَيْءٍ قدْ كتبَهُ الله لك، ولو اجتمَعُوا على أنْ يَضرُّوكَ بشيءٍ لمْ يَضرُّوكَ إلا بشَيْءٍ قدْ كتبَهُ الله عليكَ، رُفِعَتْ الأَقْلامُ، وجَفَّتْ الصُّحُفُ".

قوله: "تجده تجاهك"؛ أي: تلقاءَك؛ يعني: فإذا حفظت الله يحفظْكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015