ما أكلَ فأَفْنَى، أو لَبسَ فأَبْلَى، أو أَعْطَى فاقتَنَى، وما سِوَى ذلك فهوَ ذَاهِبٌ وتَارِكُه للنَّاسِ".

وقوله: "أو أعطى فاقتنى"، (اقتنى) بمعنى: ادَّخَر؛ يعني: ما تصدَّق به يكون له ذخيرة يوم القيامة.

روى هذا الحديث أبو هريرة.

* * *

4009 - وقال: "يَتْبَعُ المَيتَ ثلاثةٌ، فيَرجعُ اثنانِ ويبقَى معَهُ واحدٌ، يتبعُهُ أهلُه ومالُه وعَمَلُه، فَيَرْجِعُ أهلُه ومالُه، ويبقَى عَمَلُه".

قوله: "يتبع الميت ثلاثة" يريد بهذا الحديث: أن بعض ماله يتبعه وهو العبيد والإماء.

روى هذا الحديث أنس.

* * *

4012 - وقال: "ليس الغِنى عن كَثْرَةِ العَرَضِ، ولكنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ".

قوله: "غنى النفس" معنى (الغنى): عدم الاحتياج إلى الناس، فمن كان في قلبه حرصٌ على جمع المال فهو فقير وإن كان له مال كثير؛ لأنه يحتاج إلى طلب الزيادة، ويُتعب نفسه بطلب الزيادة، ولا ينفق ماله على نفسه وعياله من خوفِ أن ينقص ماله.

ومن كان له قلب بعيد عن الحرص، راضٍ بالقوت، فهو غني وإن لم يكن له مال؛ لأنه لا يطلب الزيادة من القوت، ولا يتعب نفسه في طلب المال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015