كثرة الثياب النفيسة، ويحرص على التجمُّل فوق قَدْرِ الحاجة.
"وانتكس"؛ أي: صار خسيسًا ذليلاً. "شيك" ماضٍ مجهولٌ من الشوك؛ أي: أدخل الشوك في جسده. "فلا انتقش"؛ أي: فلا أخرج الشوك منه.
هذه الكلمات دعاءٌ من النبي على مَن ترك عمل الآخرة، واشتغل بجمع أموال الدنيا؛ يعني: مَن كانت هذه صفته صار ذليلًا، وإذا أصابه غمٌّ وجراحةٌ ما أزال الله عنه ذلك الغم.
"أشعث"؛ أي: متفرق شعر الرأس لا يكون له فراغ غسل رأسه، "أغبر"؛ أي: صار ذا غبارٍ من كثرة المشي على التراب.
"إن كان في الحراسة"؛ يعني: إن كان في حراسة الجيش كان شغله ذلك.
"وإن كان في الساقة"؛ أي: يمشي خلف الجيش، (الساقة): الجماعة المتأخَّرة من الجيش؛ يعني: يكون مشغولاً بالخيرات.
"إن استأذن لم يؤذن له"؛ يعني: لا يخالط الناس، ولا يجعل نفسه مشهورة، بل لا يعرف الناس، حتى لو استأذن في دخول الدار أو مجلسٍ لم يؤذن له من قلة قَدْرِه عند الناس.
روى هذا الحديث أبو هريرة.
* * *
4004 - عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ مِمَّا أخافُ عليكُم مِن بعدي ما يُفتَحُ عليكُم مِن زَهْرَةِ الدُّنيا وزينَتِها", فقالَ رجلٌ: يا رسولَ الله! أَوَ يأتي الخَيْرُ بالشَّرِّ؟ فسكتَ حتى ظنَنَّا أنهُ يُنزَلُ عليهِ، قال: فَمَسَحَ عنه الرُّحَضَاءَ وقال: "أينَ السَّائِلُ؟ " وكأنَّهُ حَمِدَهُ، فقال: "إنَّه لا يأتي الخَيْرُ بالشَّرِّ،