إسرائيلَ في المعاصي نَهَتْهُم عُلَماؤُهُم فلم يَنْتَهُوا، فجالسُوهم في مجالِسِهم، وَواكلُوهُم وشارَبُوهم، فَضَرَبَ الله قلوبَ بعضهم ببَعْضٍ، ولعنَهم على لسانِ داودَ وعيسَى بن مريمَ {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} "، قال: فجَلَسَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وكانَ مُتَّكِئًا فقال: "لا وَالذي نَفْسي بيدهِ، حتى تَأْطِرُوهم أَطْرًا".
وفي رِوايةٍ: "كلا والله، لتأمُرُنَّ بالمَعْروفِ، وَلَتنهَونَّ عن المنكرِ، ولتأخُذُنَّ على يَدَي الظالمِ، ولَتَأْطِرُنَّهُ على الحقِّ أَطْرًا، أو لَتَقْصُرُنَّه على الحَقِّ قَصْرًا، أو ليَضْرِبن الله بقلوبِ بعضكُم على بعضٍ، ثم لَيَلْعَنَنَّكُم كما لَعَنَهُم".
قوله: "فضرب (?) الله قلوب بعضهم ببعض"؛ يعني: سوَّد الله قلوبَ مَن لم يَعْصِ بشؤمِ مَن عَصَى، فصارت قلوب الجميع قاسيةً بعيدةً من قبول الخير والرحمة بسبب المعاصي، وبسبب مخالطة بعضهم بعضًا.
قوله: "لا والذي نفسي بيده"؛ يعني: لا يخلصون من العذاب.
"حتى تأطروهم"، (الأطر): الإمالة والتحريف من جانب إلى جانب؛ يعني: حتى تمنعوا الظَّلَمةَ والفَسَقةَ عن الظلم والفسق، وتُميلوهم عن الباطل إلى الحق.
* * *
3996 - عن عَمَّارِ بن ياسرٍ قال: قال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُنزِلَتْ المائِدَةُ مِن السَّماءِ خُبْزًا ولَحْمًا، وأُمِروا أنْ لا يَخُونوا ولا يَدَّخِرُوا لغدٍ، فخانُوا وادَّخَروا ورَفَعُوا لِغَدٍ، فمُسِخُوا قِرَدَةً وخنازِيرَ".
قوله: "فمسخوا"؛ أي: تغيَّرت صورهم" قردةً وخنازير" منصوبتان على التمييز، و (القردة): جمع القرد، وهو حيوان معروفٌ كنيته أبو زَنَّة.
° ° °