(باب الأمر بالمعروف)
مِنَ الصِّحَاحِ:
3983 - عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه -، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن رَأَى مِنكم مُنكَرًا فلْيُغيرْه بيدِه، فإنْ لم يستَطِعْ فَبلسانِه، فإنْ لم يستطِعْ فبقلبهِ، وذلكَ أضعفُ الإِيمانِ".
"فليغيره"؛ أي: فليدفع ذلك المنكر، و (المنكر): ما أنكره الشرع؛ أي: كرهه ولم يرضه.
* * *
3984 - وقالَ: "مَثَلُ المُدْهِنِ في حُدودِ الله والواقِعِ فيها، مَثلُ قَوْمٍ استَهمُوا سَفينةً، فصارَ بَعضُهم في أَسْفَلِها، وصارَ بعضُهم في أعلاها، فكانَ الذي في أَسفَلِها يَمُرُّ بالماءِ على الذينَ في أعلاها فتَأَذَّوا بهِ، فأَخَذَ فَأْسًا فجعلَ ينقُرُ أَسْفَلَ السَّفينةِ، فأَتَوْهُ فقالوا: ما لكَ؟ فقالَ: تأذَّيتُم بي، ولا بُدَّ لي مِن الماءِ, فإنْ أَخَذُوا على يَدَيهِ أَنجوْهُ، ونَجَّوا أَنفُسَهم، وإنْ تَرَكُوه أَهْلَكُوه، وأهْلَكُوا أنفسَهم".
قوله: "مثل المُدْهِن"؛ أي: مثل المُداهن، (المداهنة): المساهلة في الأمر، والمراد بها في الشرع: أن يرى الرجل منكرًا ويقدر على دفعه ولم يدفعه؛ لمحافظةِ جانبِ أحد، أو لاستحياءٍ مِن أحد، أو لقلة مبالاته في الدين.
"والواقع"؛ أي: الفاعل للشر.