أتخلَّقُهما أم الله جبلني عليهما؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل الله جبلك عليهما"، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلَّتين يحبهما الله.
معنى أتخلقهما: أفعلهما بالتكلُّف، ومعنى جبلَ: خلقَ.
* * *
مِنَ الحِسَان:
3932 - عن أبي سعيدٍ قال: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حليمَ إلا ذو عَثرةٍ، ولا حَكيمَ إلا ذو تَجربةٍ"، غريب.
قوله: "لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة"؛ أي: لا حليم كاملًا إلا ذو عثرة، ولا حكيم كاملًا إلا ذو تجربة.
(العثرة): الزلة.
يعني: لا حليم كاملًا إلا مَن وقع في زلةٍ وحصل منه خطأ، فإنه إذا وقع في زلة وحصل منه خطأ استخجل وأحبَّ غاية الحب أن يستر مَن رآه على عيبه، وأن يعفو عنه زلته، فإذا أحب أن يعفو عنه مَن رآه، عَلم أن العفو عن الناس والسترَ على عيوبهم محبوبٌ للناس، ومرضيٌّ لله تعالى.
وكذلك مَن جرب الأمور علم نفعها وضرها، والمصالح والمفاسد، فإذا علم مصالح الأمور ومفاسدها لا يفعل ما يفعل إلا عن الحكمة، و (الحكمة): إحكام الشيء وإصلاحه عن الخلل.
* * *
3933 - عن أنسٍ: أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَوْصِني، فقالَ: "خُذِ الأَمرَ بالتَّدبيرِ، فإنْ رأيتَ في عاقبتِه خَيْرًا فأمْضهِ، وإنْ خِفْتَ غَيًّا فأَمْسِكْ".
قوله: "خذ الأمر بالتدبير"، (التدبير): التفكُّر في الأمر، وطلبُ مصالحه