قوله: "أنزلوا الناس منازلهم"؛ يعني: احفظوا حرمة كلِّ أحدٍ على قَدْرِه، فلا يجوز للإمام أن يساوي في الإعزاز بين الخادم والمخدوم، وبين سيد القوم وبين قومه.
* * *
(باب الحب في الله ومِن الله)
مِنَ الصِّحَاحِ:
3889 - قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأَرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فما تعارَفَ منها ائتلفَ، وما تناكرَ منها اخَتَلفَ".
قوله: "الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"، (المجندة)؛ أي: المجموعة، (التعارف): جريان المعرفة بين اثنين فصاعدًا، (ائتلف)؛ أي: اجتمع، (التناكر): ضد التعارف.
يعني: الأرواح قبل خلق الأجساد مخلوقةٌ مجموعةٌ في الأزل، ويجري بين جماعة من الأرواح تعارفٌ، وبين جماعة تناكرٌ؛ أي: عدم المعرفة، فمن جرى بينهم تعارف قبل خلق الأجساد يحصل بينهم تعارف أيضًا بعد دخول الأجساد، ومن لم يجر بينهم تعارف قبل خلق الأجساد لم يحصل بينهم تعارف بعد دخول الأرواح في الأجساد.
قال محيي السنة: في هذا الحديث بيانُ أن الأرواح خلقت قبل الأجساد، وأنها مخلوقة على الائتلاف والاختلاف كالجنود المجندة إذا تقابلت وتواجهت، وذلك على ما جعلها الله عليه من السعادة والشقاوة.