يحصلُ للمظلوم؛ لأنه كان سببًا لتلك المُخَاصَمة؛ لأنه مَن سَنَّ سنةً سيئةً فله وِزْرُها ووِزْرُ من عَمِلَ بها من غير أن يَنْقُصَ مِن أوزارِهم شيءٌ.

قوله: "ما لم يَعْتَدِ المظلومُ"؛ يعني: إنما يكونُ وِزْرُ البادئ أكثرَ إذا لم يتجاوزِ المظلومُ حَدَّه، فإن تجاوزَ؛ أي: أكثرَ المظلومُ شَتْمَ البادي وإيذاءَه صار إثمُ المظلوم أكثرَ من إثم البادئ.

روى هذا الحديثَ والذي بعدَه أبو هريرة.

* * *

3749 - وقَالَ: "إنَّ اللَّعَّانِينَ لاَ يَكُونُونَ شُهدَاءَ ولاَ شُفَعَاءَ يومَ القِيَامةِ".

وله: "إن اللَّعَّانِينَ لا يكونون شهداءَ ولا شُفَعاءَ"؛ يعني: مَنْ يَلْعَنُ الناسَ في الدُّنْيا فهو فاسقٌ، والفاسِقُ لا تُقبَلُ شهادتُه وشفاعتُه يومَ القيامة؛ يعني: تُكَذِّبُ الأممُ الماضية أنبياءَهم ويقولون: ما بَلَّغُونا رسالَتك يا ربنا، فيقول الله للأنبياء: هل لكم شاهدٌ على أنْ بلَّغتُم رسالتي؟ فيقول الأنبياء: أمةُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - شهداؤنا، فيُجاءُ بأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيشهدُون أن الأنبياء بَلَّغوا رسالةَ الله أمتهم.

والمراد بهذا الحديث: أن اللَّعَّانينَ ليس لهم منزلةٌ عند الله تعالى حتى تُقبلَ شهادتُهم في جملة مَن يَشْهدُ للأنبياء.

روى هذا الحديثَ أبو الدرداء.

* * *

3750 - وقَالَ: "إذَا قَالَ الرَّجُلُ: هلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُم".

قوله: "إذا قالَ الرجلُ هلكَ الناسُ فهو أَهْلَكُهُم"، (أَهْلَكُهُم): أفعل التفضيل؛ يعني: مَنْ عابَ الناسَ وقال: فَسدَ الناس، أو فَسَقُوا، أو هلَكُوا، وما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015