في مِعَاءٍ واحد، والكافرُ يشربُ في سبعةِ أمعاء".

قال أبو عُبيدة كان هذا خاصًا لهذا الرجل؛ لأنك ترى من المسلمين مَنْ يَكْثُر أكلُه، ومن الكفار من يَقِلُّ ذلك منه، وحديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا خُلْفَ له.

قال أبو عُبيد: يرى ذلك لتسمية المؤمن عند الطعام، فيكون فيه البركة، وقيل: هو مَثَلٌ ضربه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - للمؤمن وزهده في الدنيا، وللكافر وحرصِه على الدنيا، فالمؤمن يأكل بُلْغة وقوتًا عن الحاجة، والكافر يأكل شَهوة وحِرصًا طلبًا للذة، فهذا يُشْبعُه القليلُ، وذلك لا يشبعه الكثيرُ.

"ضافه كافر (?) "؛ أي: نزل به ضيفٌ كافر.

"حِلابها"؛ أي: لبنها.

"فلم يستتمَّها"؛ أي: فلم يقدر أن يشرب لبن الشاةِ الثانية على التمام.

(البُلْغة): الكَفاف.

* * *

3205 - وفي روايةٍ: "طعامُ الواحِدِ يَكفي الاثنَيْنِ، وطعامُ الاثنَيْنِ يَكفي الأَربعَةَ، وطعامُ الأَرْبَعَةِ يَكفي الثَّمانِيةَ".

قوله: "طعام الواحد يكفي الاثنين"؛ يعني: لا يموت الإنسان من الجوع إذا أكل نصفَ الشَّبَع، بل يَقْنعَ بنصف الشَّبَع.

والغرض من هذا الحديث: أن الرجل ينبغي له أن يشبَعَ بنصف الشبع، ويُعطي ما زاد عليه محتاجًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015