3153/ م - ويُروَى أنّه قال: "إنَّ بالمدينةِ جِنًّا قدْ أسلَمُوا، فإذا رأَيْتُمْ منهمْ شيئًا فآذِنُوهُ ثلاثةَ أيَّامٍ، فإنْ بدا لكمْ بعدَ ذلكَ فاقتُلُوهُ فإنَّما هو شيطانٌ".

قوله: "فآذنوه"؛ أي: فحلِّفوه وقولوا له: بالله عليك أن لا تعود إلينا.

"بدا"؛ أي: ظهر.

"فإنما هو شيطان"؛ أي: فليس بجني مسلم، بل هو إما جني كافر، وإما حية، أو ولدٌ من أولاد إبليس.

* * *

3154 - وعن أمِّ شَريكٍ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بقتلِ الوَزَغِ، وقال: "كان ينفُخُ على نارِ إبراهيمَ".

قولها: "أن رسول الله أمر بقتل الوَزَغِ"، (الوزغ): دُويبة مُؤذية يقال لها: سام أبرص، ويقال له بلسان بعض الفارس: مارتورنك، وكان ينفخ على إبراهيم عليه السلام؛ يعني: ينفخ على النار التي ألقى نَمْرودُ اللعينُ فيها إبراهيمَ عليه السلام ليشعل النار عليه؛ يعني: أَظْهَر عداوةَ نبيِّ الله إبراهيمَ عليه السلام، ومَنْ أظهر عداوة نبيٍّ من أنبياء الله فهو كافر يستوفي فيه الإنسُ وغيرُهم.

* * *

3156 - عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قتلَ وَزَغًا في أوَّلِ ضَرْبَةٍ كُتِبتْ لهُ مِئَةُ حسنةٍ، وفي الثَّانيةِ دُونَ ذلكَ، وفي الثَّالِثَةِ دُونَ ذلك".

قوله: "من قتل وَزَغًا في أوَّلِ ضَربة كتبت له مئةُ حسنة"؛ يعني: مَنْ قتله بأول ضربة فقد بالغ في ضربه لاشتداد غضبه عليه, وإذا بالغَ في ضرب عدوٍّ من أعداء نبيًّ من أنبياء الله فقد استحقَّ أجرًا كاملًا، ومن قتله بضربتين لم يبالغْ في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015