2957 - وعن كعبِ بن مالكٍ قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يَقْدَمُ مِن سفرٍ إلا نهارًا في الضُّحى، فإذا قَدِمَ بَدَأَ بالمسجدِ فصلَّى فيهِ ركعتينِ، ثم جلسَ فيهِ للناسِ.
قوله: "جَلَسَ فيه للناس"؛ يعني: جَلَسَ في المسجد؛ ليزورَه الناسُ ويرَوه، ويفرحوا بقدومه، ويصلَ خبرُ مجيئه إلى أهل بيته، ثم يدخل بيتَه، وهذا سُنَّة.
* * *
مِنَ الحِسَان:
2959 - عن صَخْرٍ الغامِديِّ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ بارِكْ لأِمتي في بُكورِها"، وكانَ إذا بعثَ سريةً أو جيشًا بعثَهم مِن أوَّلِ النَّهارِ.
قوله: "اللهم باركْ لأُمَّتي في بُكُورها"، (المسافَرَةُ) سُنَّةٌ في أول النهار؛ أي: السفر للتجارة، وكان صخرٌ هذا يراعي هذه السُنَّةَ، وكان تاجرًا يبعَثُ مالَه في أولِ النهار إلى السَّفَر للتجارة، فكَثُرَ مالُه ببركة مراعاةِ السُّنَّة، ولأن دعاءَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مقبولٌ لا مَحَالة.
* * *
2960 - عن أنسٍ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالدُّلْجَةِ، فإنَّ الأرضَ تُطوَى باللَّيلِ".
قوله: "عليكم بالدُّلْجَة"؛ يعني: الْزَمُوا الدُّلْجَة، الدُّلجة - بضم الدال وسكون اللام - اسم مِن (أدْلَجَ القومُ) - بسكون الدال -: إذا ساروا أَوَّلَ الليل.
والدُّلْجَة أيضًا اسمٌ مِن (ادَّلَجُوا) بفتح الدال وتشديدها: إذا ساروا آخر