فأعطُوا الإبل حقَّها من السير؛ أي: لا تسيروا إلا بقدْرِ العادة، ولا تُسْرِعُوا الإبل كي لا يلحقَها مشقةٌ، وإذا سافرتم في زمان القحْطِ، ولم يكن في الطريق العَلَفُ، فأسْرِعُوها حتى تُلْحِقُوها إلى الماء والعَلَف قبلَ أن يَلْحَقَها جوعٌ وعطشٌ في الطريق، فتضعُفَ عن السير.
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
قوله: "فبادروا بها نَقَبها"، (النَّقَبُ) - بفتح النون والقاف -: الطريقُ بين الجبلين، والمراد به ها هنا: مُطْلَقُ الطريق، تقديره: فبادروا بالإبل في نَقَبها؛ أي: في طريقها؛ يعني: إذا سافرتم في زمان قِلَّة العلفِ، فأسرعوا بالإبل في الطريق.
* * *
2949 - عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال: بينما نحنُ في سفرٍ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جاءَ رجلٌ على راحلةٍ فجعلَ يضرِبُ يَمينًا وشمالًا، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن كانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فلْيَعُدْ بهِ على مَن لا ظَهْرَ لهُ، ومَن كانَ لهُ فَضْلُ زادٍ فلْيَعُدْ بهِ على مَن لا زادَ لهُ، قال: فذكرَ مِن أصنافِ المالِ حتى رأيْنا أنه لا حَقَّ لأحدٍ منا في فَضْلٍ".
قوله: "إذا جاء رجلٌ على راحلةٍ فجعلَ يضربُ يمينًا وشمالًا".
(جعل)؛ أي: طَفِقَ، (يَضْرِبُ)؛ أي: يمشي يمينًا ويسارًا؛ أي: يسقطُ من التعب؛ أي: كانت راحلتهُ ضعيفةً لم يقدر أن يركبَها، ويمشي راجلًا، ويسقطُ من الضعف.
ويحتملُ أن تكونَ راحلتُه قويةً، إلا أنها قد حملَ عليها زادَه وأقمشتَه، ولم يقدِرْ أن يركبَها من ثِقَلِ حَمْلِها، فطلبَ له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من الجيش فَضْلَ ظَهْرٍ؛