قوله: "لا أَجْرَ له"؛ أي: لا ثوابَ له؛ لأنه لم يَغْزُ لله تعالى.
* * *
2911 - وعن معاذٍ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الغَزْوُ غَزْوانِ، فأمَّا مَن ابتغَى وجهَ الله، وأَطاعَ الإِمامَ، وأَنفقَ الكريمةَ، وياسرَ الشَّريكَ، واجتنبَ الفسادَ، فإنَ نومَهُ ونُبْهَهُ أجرٌ كلُّه، وأمَّا مَن غَزا فَخْرًا ورِياءً وسُمْعَةً، وعَصَى الإمامَ وأَفسدَ في الأرضِ، فإنه لم يرجعْ بالكَفافِ".
قوله: "وأنفق الكَرِيمةَ"؛ أي: أنفقَ المالَ العزيزَ؛ يعني: ليكنْ ما تحتاجُ إليه من الفَرَس والسلاح والزاد مِن خاصِّ ماله، ولم يأخذْه من أحدٍ غَصْبًا، كما هو عادة الظالمين.
"وياسرَ الشريكَ"، (المياسرة): المساهَلَةُ والموافَقَةُ وتَرْكُ الخشونةِ والإيذاءِ؛ يعني: ليكنْ سهلًا رحيمًا برفيقِه في الطريق.
"ونُبْهَهُ"؛ أي: يقظته.
قوله: "لم يرجِعْ بالكَفَاف"؛ أي: لم يرجِعْ من الغَزْوِ رأسًا برأسِ بحيث لا يكونُ له أَجْرٌ، ولا يكونُ عليه وِزْرٌ، بل يرجِعْ ووزْرُه أكثرُ من أجره؛ لأنه لم يغزُ لله، وأفسدَ في الأرض.
* * *
2912 - عن عبدِ الله بن عَمرٍو أنه قال: يا رسولَ الله! أَخبرني عن الجهادِ؟ فقالَ: "إنْ قاتلْتَ صابرًا مُحْتسِبًا بعثَكَ الله صابرًا محتسبًا، وإنْ قاتلْتَ مُرائيًا مُكاثِرًا، بعثَكَ الله مُرائيًا مُكاثِرًا، يا عبدَ الله بن عمروٍ! على أَيِّ حالٍ قاتلْتَ أو قُتِلْتَ بعثَكَ الله على تِيكَ الحالِ".