(باب ما على الولاة من التيسير)
مِنَ الصِّحَاحِ:
2801 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعثَ أحدًا مِن أصحابهِ في بعضِ أمرهِ قال: "بَشِّروا ولا تُنَفِّروا ويَسِّروا ولا تُعَسِّرُوا".
قوله: "بَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا"؛ يعني بَشِّروا الناسَ بالأجر على الطاعات وعلى إعطائهم الزكاةَ والصدقةَ وغيرَهما من الخيرات، ولا تُخَوِّفوهم بأن تَجْعلُوهم قانِطين آيسين من رحمة الله بأن فَعَلُوا ذنوبًا.
"ويسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا"؛ يعني سَهِّلُوا عليهم أُمُورَهم بأن تَأْخُذُوا منهم الزكاةَ على سهولةٍ وتَلَطُّفٍ، ولا تَظلِمُوهم بأن تَأْخُذُوا أكثرَ مما يجبُ عليهم، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، كما ذُكِرَ شرحُه في الحديث المتقدِّم على هذا الباب.
* * *
2803 - وعن أبي بُردَةَ - رضي الله عنه - قال: بَعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جدَّهُ أبا موسى ومُعاذًا إلى اليَمَنِ فقالَ: "يَسِّرا ولا تُعَسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، وتَطاوَعا ولا تَخْتَلِفا".
قوله: "وتطاوَعا ولا تَخْتَلِفا"؛ يعني كونا مُتَّفِقين في الحكم ولا تختلفا، فإنكما لو اختلفتما وحَكَمَ كلَّ واحدٍ منكما حُكْمًا آخر لاختلفَ الناسُ، واقتدى كلُّ جَمْعٍ منهم بأحدكما، وحينئذ يقعُ بينكما وبين أتباعكما العداوةُ والمحارَبَةُ.
* * *