قوله: "فتنحى لشقِّ وجهه الذي أعرض قِبَلَه": قال في "شرح السنة": أي: قصد الجهة التي إليها وجهُهُ ونحا نحوها، من قولك: نحوتُ الشيء أنحُوه.

* * *

2683 - وقال جابرٌ - رضي الله عنه -: فأَمَرَ بهِ فرُجِمَ بالمصلَّى، فلمَّا أَذْلَقَتْه الحجارةُ فرَّ فأُدرِكَ فرُجِمَ حتى ماتَ، فقالَ لَهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خيرًا، وصلَّى عليهِ.

قوله: "أَذْلَقَتْهُ الحجارة"؛ أي: بلغ منه الجُهد حتى قلق.

و (الجُهد) بالضم: الطاقة، وقيل: مسته الحجارةُ بذلقها، و (ذلق) كل شيء: حده؛ أي: أصابته الحجارة بحدِّ طرفها.

قال في "شرح السنة": يحتج بهذا الحديث من يشترط التكرار في الإقرار بالزنا حتى يقام عليه الحد، ويحتج أبو حنيفة لمجيئه من الجوانب الأربعة على أنه يشترط أن يقر أربع مرات في أربعة مجالس، ومن لم يشترط التكرار قال: إنما رده مرة بعد أخرى بشبهة داخلة في أمره، ولذلك سأل: "أبكَ جُنون؟ "، فأخبر أن ليس به جنون، فقال: "أزنيت؟ "، قال: نعم، فأُمِرَ به فَرُجِمَ، فرده مرة أخرى للكشف عن حاله، لا أن التكرار فيه شرط.

* * *

2684 - وعن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - قال: "لمَّا أَتَى ماعِزُ بن مالكٍ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسولَ الله! زنيتُ فطهِّرْني، فقال لهُ: "لعلَّكَ قبَّلْتَ أو غَمَزْتَ أو نظرْتَ"، قال: لا يا رسولَ الله، قال: "أَنِكْتَها؟ " - لا يَكْني - قال: نعم، فعند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015