ها هنا: أن يُوقعَ أحدٌ عداوةَ زوجِ امرأةٍ في قلبها، بأن يَذكرَ مساوئَه عندها، ويَحملَها على أن تُؤذيَه، وتطلبَ الطلاقَ منه، وفي العبد بأن يَذكرَ مساوئَ السيد عنده، ويَحملَه على أن يُقصِّرَ في الخدمة، وأن يَطلبَ بيعَه، أو يَحملَه على الفرار منه.
* * *
2440 - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِن أَكْملِ المؤمنينَ إيمانًا أحسنْهم خُلُقًا، وألطَفُهم بأهلِهِ".
2441 - وقال: "أَكْمَلُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخِيارُكم خيارُكم لنِسائهم"، صحيح.
قوله: "من أكملِ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهم خُلقًا، وألطفُهم بأهله"؛ يعني: مَن كان خُلقُه أحسنَ يكون إيمانُه أكملَ.
وهذا الحديث دليلُ مَن قال: الإيمانُ يزيد بالطاعة ويَنقص بالمعصية، وهو مذهبُ الشافعيِّ ومالكٍ وأحمدَ.
رَوت هذا الحديثَ عائشةُ والذي بعدَه أيضًا.
* * *
2442 - عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِن غزوةِ تبوكَ، أو حُنَينٍ؛ وفي سَهْوتِها سِتْرٌ فَهَبَّت ريحٌ فكشفَتْ ناحيةَ السَّترِ عن بناتٍ لعائشةَ - لُعَبٍ - فقال: "ما هذا يا عائشةُ؟ " قالت: بناتي، ورَأَى بَينهنَّ فَرَسًا له جناحانِ من رِقاعٍ، فقال "ما هذا الَّذي أَرَى وَسطَهنَّ؟ " قالت: فرسٌ، قال: "وما هذا الذي عليه؟ " قالت: جناحانِ، قال: "فرسٌ لهُ جناحانِ! " قالتُ: أَما