المَهْنَإ، حتى لقدْ خِفْنا أنْ يَذْهَبُوا بالأجرِ كلِّه، فقال: "لا، ما دَعَوْتُم الله لهم، وأَثنَيتُم عليهم"، صحيح.
قوله: "لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنأ": المهنأ: كلُّ ما يأتيك من المال من غير تعب؛ يعني: أشركونا في ثمار نخيلهم، ودفعوا عنا مؤنة السقي والإصلاح، سقوا النخيل وأصلحوها بأنفسهم، وأعطونا نصف التمر.
قولهم: "حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله"؛ يعني: خشينا أن يعطيهم الله تعالى ما حصل لنا من أجر الهجرة من مكة إلى المدينة، ومن أجر عباداتنا كلها، من كثرة إحسانهم إلينا.
قوله: "لا، ما دعوتم الله لهم"؛ يعني: لا يكون أجركم كله لهم ما دمتم تدعون لهم بالخير، فإن دعاءكم لهم عوضٌ عما دفعوا إليكم من المال.
* * *
2239 - وعن عائشةَ رضي الله عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تَهادَوْا فإنَّ الهدِيَّةَ تَذهبُ بالضَّغائنِ".
2240 - عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه -، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "تَهادَوا فإن الهديةَ تُذهِبُ وَحَرَ الصَّدرِ، ولا تحقِرَنَّ جارةٌ لجارتِها ولو بشقَّ فِرْسَنِ شاةٍ".
قوله: "تهادوا"؛ أي: ليعط بعضكم بعضًا الهدية، فإن الهدية تحصل في قلب المدفوع إليه محبةَ الدافع، وتزيل عن قلبه بغضه وعداوته.
"الضغائن": جمع ضغينة، وهي الحقد الشديد.
قوله: "وحر الصدر"؛ أي: الغل والحقد.
قوله: "لا تحقرن جارة لجارتها, ولو بشقِّ فِرْسِنِ شاةٍ"، (الفِرْسِن): ظِلْفُ