له، لا يجوز الرجوع، وإن وهب من أجنبي جاز له الرجوع إذا لم يأخذ منه عوضًا، وهذا عكس مذهب الشافعي.

روى هذا الحديث ابن عباس.

* * *

2234 - عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه -: أنَّ أعرابيًا أهدَى لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بَكْرَةً، فعَوَّضهُ منها ستَّ بَكْراتٍ فتَسَخَّطَ، فبلغَ ذلكَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فحمِدَ الله وأَثنَى عليه ثمَّ قال: "إنَّ فلانًا أَهْدى إليَّ ناقةً، فعوَّضْتُه منها ستَّ بَكْراتٍ فظَلَّ ساخِطًا! لقد هَمَمْتُ أنْ لا أَقبلَ هديةً إلا مِن قُرَشيٍّ، أو أنصاريٍّ، أو ثَقَفيٍّ، أو دَوْسيٍّ".

قوله: "ست بكرات"، (البَكْرات): جمع بَكْرة، وهي الشابةُ من الإبل.

قوله: "لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي"؛ يعني: لقد قصدت أن لا أقبل الهدية إلا من قومٍ في طباعهم كرمٌ لا يمنُّون (?) بما أعطوا, ولا يتوقَّعون عوضًا، بل يَعُدُّون ما أَعطوه منةً وفضلاً مِن قابل عطيتهم على أنفسهم.

* * *

2235 - عن جابرٍ - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أُعطيَ عطاءً فوَجَدَ فليَجْزِ بِهِ، ومَنْ لم يَجِدْ فليُثْنِ، فإن مَنْ أَثنَى فقد شكرَ، ومَن كَتَمَ فقد كَفَرَ، ومَن تَحَلَّى بما لم يُعْطَ كانَ كَلابسِ ثَوْبَيْ زُورٍ".

قوله: "مَن أُعطي عطاء"؛ يعني: مَن أَحسن إليه أحدٌ إحسانًا من مالٍ أو فعلٍ أو قولٍ حسن، فليكن عارفًا حقَّه على نفسه، فإن وجد مالًا فليُحْسِن إليه بالمال، أو ليقابل فعله وقوله الحسن بمثله، فإن عجز عن مقابلته بالمال والفعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015