2192 - عن جابرٍ - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كانتْ لهُ أرضٌ فلْيَزْرَعْها أو لِيَمْنَحْها أخاهُ، فإنْ أَبَى فلْيُمْسِكْ أرضَهُ".

قوله: "من كانت له أرض فليزرعها، أو ليمنحها أخاه، فإن أبى فليمسك أرضه"؛ يعني: ينبغي أن يحصل للإنسان نفعٌ من ماله، فمن كانت له أرض فليزرعها حتى يحصل له نفع من الزرع، أو ليعطها أخاه ليحصل له ثوابٌ، فإن لم يفعل شيئًا من هذين الشيئين (فليمسك أرضه)، هذا توبيخٌ لمن له مال ولم يَحْصل له منه نفعٌ.

* * *

2193 - عن أبي أُمامةَ - رضي الله عنه - ورأَى سِكَّةً وشيئًا مِنْ آلةِ الحَرْث، فقال: سَمِعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "لا يَدخُلُ هذا بيتَ قومٍ إلَّا أدخلَه الله الذُّلَّ".

قوله: "عن أبي أمامة ورأى سكة وشيئًا من آلة الحرث فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يدخل هذا بيتَ قومٍ إلا أدخله الذل" الواو في (ورأى سكة) للحال؛ أي: قال هذا الكلام حين رأى سكة.

(السكة): الحديدةُ التي تُشقُّ بها الأرض عند الحراثة.

وهذا الحديث ظاهره يدل على أن الحراثة والزراعة تُوْرِثَ المَذَلة.

وليس كذلك، بل الحراثةُ والزراعة وإصلاح الأملاك والعمارات مستحبةٌ، وفيها ثوابٌ؛ لحصول النفع منها إلى الناس، وإنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث كيلا يشتغل الصحابة - رضي الله عنهم - بالعمارات ويتركوا الجهاد، فإنهم لو تركوا الجهاد يغلب الكفار عليهم، وأيُّ ذلٍّ أشد من أن يغلب الكفار على المسلمين، ويأخذوا أموالهم وأزواجهم وأولادهم ويقتلوهم؟.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015