عبد الله بن الزبير، وإذا قيل: ابن مسعود فهو عبد الله بن مسعود.
* * *
16 - وعن عُبادة بن الصَّامِت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحوله عِصابةٌ من أصحابهِ: "بايعوني على أنْ لا تُشرِكوا بالله شيئًا، ولا تَسْرِقوا، ولا تَزْنُوا، ولا تَقْتُلوا أَولادَكم، ولا تأْتوا ببُهتانٍ تفترونَهُ بينَ أيديكمْ وأرجُلِكُمْ، ولا تَعْصُوا في مَعْروفٍ، فمنْ وَفَى منكم فأَجْرُهُ على الله، ومَنْ أصابَ مِنْ ذلك شيئًا فعُوقِبَ في الدُّنيا فهوَ كفَّارةٌ له، ومَنْ أصابَ مِنْ ذلك شيئًا ثمَّ سَتَرهُ الله عليه فهُوَ إلى الله، إنْ شاءَ عَفا عنهُ، وإنْ شاءَ عاقَبَهُ، فبايعْناهُ على ذلك".
"وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله عليه السلام وحوله عصابة".
الواو في "وحوله" للحال، و (حوله) نصبٌ على الظرف، وهو خبر المبتدأ الذي هو "عصابة".
و (العصابة) - بكسر العين -: الجماعة؛ أي: قال رسول الله عليه السلام لأصحابه: بايعوني, وهذا المقال كان في وقتِ اجتماع جمعٍ كثير من أصحابه عنده.
وقوله عليه السلام: "بايعوني"؛ أي: اضمنوا وأقبلوا إليَّ وتعاهَدوا على هذه الأشياء، وبايع الرجل السلطان: إذا أوجب على نفسه طاعته، وبايع السلطان الرعية: إذا قبل القيام لمصالحهم، وأوجب على نفسه حفظَ نفوسهم وأموالهم عن أيدي الظالمين، سمي هذا الفعل مبايعةً لأنه كان عادةُ الناس أن يضعوا أيديهم على يد مَن بايعوه، وكان الرجل يمدُّ باعه، والباع: مدُّ اليدين.
"على أن لا تشركوا بالله شيئًا"؛ أي: لا تتخذوا إلهًا غيره، ولا تعملوا عملًا إلا خالصًا لله تعالى.