1936 - قالت عائشةُ رضي الله عنها: نُزُولُ الأَبْطَح لَيْسَ بِسُنَّةٍ، إنَّما نزَلَهُ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأنَّهُ كانَ أسْمَحَ لِخُروجِهِ إذا خَرَجَ.
قولها: "كان أَسْمَحَ لخروجه"؛ أي: كان أسهل لخروجه من منى إلى مكة لطواف الوداع.
* * *
1937 - وقالت: أحْرَمْتُ مِنْ التَّنْعِيم بعُمْرَةٍ، فدَخَلْتُ، فَقَضَيْتُ عُمْرَتي، وانْتَظَرَني رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالأَبْطَحِ حتَّى فَرَغْتُ، فَأَمَرَ النَّاسَ بالرَّحِيلِ، فَخَرَجَ، فَمَرَّ بالبَيْتِ، فطافَ بهِ قَبْلَ صَلاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ خَرَجَ إلى المَدِينَةِ.
قول عائشة رضي الله عنها: "فدخلتُ مكةَ فقضيْتُ عمرتي"؛ أي: أتمَمْتُ عمرتي، وهذه العمرة هي العمرة التي خرجت منها بسبب حيصها، وقد ذكرناه بعد قصة حجة الوداع.
قولها: "فطاف"؛ أي: فطاف بالبيت طواف الوداع.
* * *
1938 - عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: كانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ في كُلِّ وَجْهٍ، فقالَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بالبَيْتِ"، إلاَّ أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ الحائِضِ.
قوله: "كان الناسُ ينصرفونَ في كلِّ وجهٍ"؛ يعني: إذا فرغوا من الحجِّ يذهبون إلى أوطانهم، ولم يطوفوا طواف الوداع، فنهاهم رسول الله - عليه السلام - عن الذهاب حتى يكون آخر عهدهم بالبيت، حتى يطوفوا طواف الوداع في انشغالهم، ولا يجوز لهم المُكْثُ بعد طواف الوداع، فإن مَكَثَ بعد طواف