"وبك خاصمت"؛ أي: وبإعانتك إيَّاي أخاصم أعداءك وأحاربهم.
* * *
مِنَ الحِسَان:
1774 - قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "اللهمَّ إنَّي أعوذُ بِكَ من الأَربَعِ: من عِلْمٍ لا ينفعُ، ومِن قَلْبٍ لا يَخشعُ، ومِن نفْسٍ لا تَشبعُ، ومِن دُعاءٍ لا يُسْمَعُ".
قوله: "ومن دعاء لا يسمع"؛ أي: لا يستجاب له.
* * *
1775 - وعن عُمر - رضي الله عنه - قال: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذُ مِن خمسٍ: مِن الجُبن، والبُخْلِ، وسُوءِ العُمُرِ، وفِتْنَةِ الصَّدْرِ، وعذابِ القَبْرِ.
قوله: "وسوء العمر"، (العمر): - بضم الميم وسكونها - وهو بمعنى: سوء الكِبَر، وقد مضى بحثه.
"وفتنة الصدر"؛ أي: ومن قساوة القلب والوساوس وحب الدنيا، وما يجري على القلب من الخواطر المذمومة.
* * *
1776 - وعن أبي هُريرةَ - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقولُ: "اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من الفَقْرِ، والقِلَّةِ، والذِّلَّةِ، وأَعوذُ بِكَ من أنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ".
قوله: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذل"، (الفقر): الاحتياج والطلب، وأراد بالفقر ها هنا: فقر القلب، وكل قلب يطلب شيئًا، ويحتاج إلى شيء، ويحرص على شيء، فهو فقير وإن كان صاحبه كثير المال؛ يعني: من كان قلبه حريصًا على جمع المال، وهذا مثل قوله: "ونفس لا تشبع".