في العبودية عما يليق بحضرة الجلال، فإن الله تعالى قال: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91].
قيل في تفسيره: ما عرفوا الله حقَّ معرفته، وقيل: ما عظَّموه حقَّ تعظيمه، وما عَبَدُوه حقَّ عبادته.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - خلفَ الصلوات المكتوبات: (أستغفر الله) ثلاث مرات، إشارة إلى أن الصلاة اللائقة بحضرتك يا ربي لا تصدر من عبادك المخلوقين، فإن المخلوقَ كيف يعرف الخالق حقَّ معرفته، وكيف يعظِّمه حق تعظيمه، وكيف يعبده حق عبادته؟
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
1663 - وقال "إنه لَيُغَانُ على قَلْبي، وإنِّي أَستَغْفِرُ الله في اليومِ مائةَ مرَّةٍ".
قوله: "إنه ليغان على قلبي"، الضمير في (إنه) للشأن والحديث، (الغين): الستر، (يغان) مضارع مجهول، (على قلبي) مفعول أقيم مقام الفاعل؛ يعني: لَيستر قلبي ويمنعه عن الحضور شيءٌ من السهو الذي لا يخلو منه البشر والاشتغال بالأزواج والأولاد وما يجري في خواطر البشر.
قال أهل التحقيق: معناه: كان رسول الله عليه السلام يحب أن يكون قلبه أبدًا حاضرًا له تعالى بحيث لا يَغْفُل لَمْحة، فلما اشتغل بشيء من أحوال الدنيا كالتكلم مع أحد والأكل والشرب والنوم ومعاشرة الأزواج يلوم نفسه بترك كمال الحضور ويعده تقصيرًا ويستغفر منه.
روى هذا الحديثَ والذي بعده أبو هريرة.
* * *