كلِّ لفظ مشكل.
"هو الله": (هو) مبتدأ، و (الله) خبره، "الذي لا إله إلا هو" صفة (الله)، و (الرحمن الرحيم) خبر بعد خبر، وكذلك إلى آخرها.
واختلف في لفظ (الله) تعالى؛ قال بعضهم: هو لفظ غيرُ مشتق، وقيل: بل مشتق من (أله): إذا فزع إلى أحد وعبَدَ، وكان أصل (الله) على هذا القول (إله)، فأُدخِل عليه الألف واللام الأصلية للتعريف، وحُذِفت الهمزة الأصلية، وأُدغِمت لام التعريف في اللام الأصلية، فقيل: (الله)، ومعناه: المعبود والملجَأُ الذي يَفزَع ويَلجَأ إليه العبادُ، وغُلِّظَ اللام منه عند التلفظِ به تعظيمًا لهذا الاسم، وليكون فرقٌ بينه وبين التلفظ باللات؛ التي هي اسم صنم؛ لأن (اللات) عند الوقف يصير: (اللاه)، فيشبه لفظة (الله)، ففُخَّم وغُلِّظ لفظ (الله) للفرق، وتغليظه إنما يكون إذا كان قبله حرفٌ مفتوح نحو: أنَّ الله، أو مضموم نحو: رسلُ الله، وأما إذا كان قبله حرف مكسور، يرقَّقُ عند التلفظ نحو: بالله، ولله، وإنما يُرقَّقُ ها هنا؛ لأن الترقيق أقربُ إلى الكسر في التجانس، والتغليظُ بعد الكسر ثقيلٌ.
"الرحمن الرحيم": هما اسمان مشتقان من (الرحمة)، وفيهما مبالغة؛ أي: كثير الرحمة، والمبالغةُ في (الرحمن) أكثر، ولهذا يقال عند الدعاء: يا رحمن الدنيا! ويا رحيم الآخرة! يعني: رحمته في الدنيا تعمُّ المسلم والكافر وجميع الحيوانات بأن يرزقهم، وفي الآخرة رحمتُهُ خاصةٌ للمسلمين.
"القدوس": الطاهرُ والمنزَّهُ عن الشركاء، وعن صفاتِ المُحدَثات.
"السلام": ذو السلامة من كل عيبٍ وآفةٍ ونقصٍ.
"المؤمن": الذي أمَّنَ عبادَهُ من الظلم؛ لا يظلمهم، بل ما فعل بهم؛ إما فضل وإما عدل.