"هي المانعةُ"؛ أي: هذه السورة تمنعُ العذاب من قارئها.
* * *
1555 - عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: قال رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِذَا زُلْزِلَتِ} تَعْدِلُ نِصْفَ القُرْآنِ، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ، {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تِعْدِلُ رُبْعَ القُرْآنِ".
قوله: " {إِذَا زُلْزِلَتِ} تعدلُ نصفَ القرآن، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدلُ ثلثَ القرآن، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ربعَ القرآن".
إنما قال: {إِذَا زُلْزِلَتِ} تعدل نصف القرآن؛ لأنه ذكر فيها أحوال الآخرة، وأحوالُ الآخرة نصفٌ بالنسبة إلى الدنيا.
وأما {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن فقد ذكرنا شرحه.
وأما {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ربع القرآن؛ فلأنها منسوخُ الحكمِ ثابتُ التلاوة، وهذا قسم من أقسام القرآن الأربعة:
أحدها: منسوخ الحكم ثابت التلاوة، كهذه السورة.
والثاني: منسوخ الحكم والتلاوة، قال ابن مسعود: كان سورة الأحزاب بقدر سورة النساء، فبتنا ليلةً، فلما أصبحنا وجدنا مصاحفنا قد ذهب منها معظم سورة الأحزاب، وذهب أيضًا عن خواطرنا بحيث لا ندري منها كلمة، فقصصنا ذلك لرسول الله عليه السلام، فقال عليه السلام: "رُفِعَت البارحةَ إلى السماء"، وبقي من تلك السورة ما نقرأه الآن.
فهذا وأشباهه منسوخُ الحكم والتلاوة.
والثالث: منسوخ التلاوة ثابت الحكم، كآية الرجم، قال عمر بن الخطاب: كُنَّا نقرأ: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة نكالاً من الله