قوله: "لأرفعنَّكَ إلى رسولِ الله عليه السلام"؛ يعني: لأذهبن بك إلى رسولِ الله عليه السلام؛ ليقطعَ يدك؛ لأنك سارق.

قوله: "فخليت عنه"؛ أي: تركته.

قوله: "أما أنه"؛ أي: اعلمْ أنه "سيعود".

قوله: "فرصدته"؛ أي: انتظرته.

قوله: "أمَا إنه صدَقَكَ وهو كَذوبٌ"؛ يعني: صدقك في هذا التعليم؛ فإنه من قرأ آية الكرسي يصيرُ محفوظًا من شرِّ الأشرار ببركتها، ولكنه كذَّابٌ في سائرِ أقواله وأفعاله؛ لأنه إبليس قلَّما يصدرُ منه صدقٌ.

وهذا الحديثُ يدلُّ على أن تعلمَ العلم جائزٌ ممن لم يعملْ بما يقول بشرط أن يَعلَمَ المتعلمُ كونَ ما يتعلَّمه حسنًا، وأمَّا إذا لم يعلم حسنَهُ وقبحَهُ، لا يجوز أن يتعلَّمَ إلَّا ممَّن عرفَ ديانته وصلاحه.

* * *

1524 - عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: بَيْنَما جِبْريل عِنْدَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذْ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فقال: هذا بابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتحَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ إلى الأرضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليْومَ، فَسَلَّمَ فقال: أَبْشِرْ بنورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يَؤْتَهُما نَبيٌّ قَبْلَكَ: فاتحة الكِتابِ وخَواتِيمَ سُورَةِ البقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إلاّ أُعْطِيتَهُ.

قوله: "سمعَ نَقِيضًا"؛ أي: سمع رسولُ الله - عليه السلام - صوتًا من قبل السماء، فرفع رسولُ الله عليه السلام رأسَهُ، فقال له جبريلُ: فُتِحَ الآن بابٌ من أبواب السماء، لم يُفتَحْ هذا البابُ قبل هذه الساعة ... إلى آخر الحديث.

قوله: "وخواتيم سورةِ البقرةِ"؛ يعني: {آمَنَ الرَّسُولُ} [البقرة: 285] ... إلى آخر السورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015