وقيل: منسوب إلى الأُم؛ أي: بقي على الحالة التي ولدته أُمه عليها.

يعني: نحن - جماعةَ العرب - لا نعرف الكتابةَ وحسابَ النجوم، حتى نعتمدَ على علم النجومِ وسَيرِ القمر، ونعرفَ الشهرَ بحساب النجوم، بل نعدُّ بعضَ الشهر تسعةً وعشرين يومًا، وبعضَها ثلاثين يومًا.

وهذا يتعلق بالرؤية، فإن رأينا الهلالَ بعد مضي تسعةٍ وعشرين يومًا من الشهر المتقدم نحكم بدخول الشهر، وإن رأيناه بعد مضي ثلاثين يومًا نحكم بدخوله.

وليس معنى قوله: "مرةً تِسعٌ وعشرون، ومرةً ثلاثون": أنه يلزم أن يكون شهرٌ تسعةً وعشرين، وشهرٌ ثلاثين على السوية والتعاقب؛ لأنه قد يكون شهران ثلاثين، وقد يكون شهران تسعةً وعشرين، لا ترتيبَ بهذا، بل معناه: قد تكون بعضُ الشهور تسعةً وعشرين، وبعضُها ثلاثين من غير تعيين، كيف ما اتفق.

قوله: "هكذا": إشارة إلى أصابعه العشر.

روى هذا الحديثَ أبو هريرة.

* * *

1399 - وقال: "شَهْرَا عِيدٍ لا يَنْقُصانِ: رَمَضَانُ، وَذُو الحِجَّةِ".

قوله: "شَهْرَا عيدٍ لا ينقصان"، أراد بأحد الشهرَين: رمضان؛ لأنه يأتي بعده عيد، والثاني: ذا الحجَّة؛ لأن العيدَ فيه.

وقال أحمد بن حنبل: معنى هذا الحديث: أنه لا يكون هذانِ الشهرانِ في سَنةٍ تسعًا وعشرين، بل إن كان أحدُهما تسعًا وعشرين يكون الآخرُ ثلاثين.

وقال إسحاق بن راهَوَيه: معناه: لو كانا تسعةً وعشرين لكان ثوابُ مَن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015