ومع أنه لا ضرورةَ عليه في أن يُدعَى من جميع الأبواب، فهل يكون أحدٌ يُدعَى من جميع الأبواب؟

"فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم": يكون جماعةٌ كثيرون يُدعَون من جميع الأبواب.

"وأرجو أن تكون منهم": فمَن كثرت صلاتُه وصيامُه وجهادُه وغيرُ ذلك من الخيرات نُودِيَ من كلِّ بابٍ: يا عبدَ الله! ادخلْ من هذا الباب.

روى هذا الحديثَ أبو هريرة.

* * *

1335 - وقال: "اتَّقُوا النارَ ولو بِشِقِّ تَمْرةٍ، فإنْ لم تَجدْ فبكلِمة طَيبةٍ".

قوله: "اتقوا النارَ ولو بشِقِّ تمرة"؛ يعني: ادفعوا النارَ عن أنفسكم بالخيرات من الصدقات والصيام وغير ذلك.

"ولو بشق تمرة"؛ يعني: بنصف تمرة تتصدَّقون به؛ فإن الصدقةَ تدفع النارَ، وإن كانت قليلةً.

روى هذا الحديثَ عَديُّ بن حاتم.

* * *

1336 - وقال: "يا نساءَ المُسلِماتِ، لا تحقِرَنَّ جارةٌ لِجَارتِها ولو فِرْسِنَ شاةٍ".

قوله: "لا تَحقرَنَّ جارةٌ لجارتها، ولو فِرسِنَ شاةٍ"، (الفِرْسِن): لحم بين ظلفَي الشاة، تقديره: لا تحقرنَّ جارةٌ لجارتها صدقة ولو فِرْسِنَ شاةٍ؛ يعني: لا ينبغي لامرأةٍ أن تتركَ الصدقةَ إلى جارتها وإن كانت تلك الصدقةُ شيئًا قليلاً، ولا ينبغي لها أن تستحي من الصدقة بشيء قليلٍ، فإن الله تعالى يقبَل القليلَ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015