يومِ القيامةِ، ورَضْفًا يأكلُه مِن جهنمَ، فمن شاءَ فليُقِلَّ، ومن شاءَ فليُكثر".
قوله: "إلا لذي فقر مُدْقِع"؛ أي: فقر شديد، (المُدقِع): اسم فاعل من (أَدَقَعَ): إذا ألصقَه بالدَّقْعَاءِ، وهو التراب من عدم الفراش.
قوله: "أو غُرْمٍ مُفظِع"؛ (المُفظِع): اسم فاعل من (أَفظَع) إذا صار فظيعًا؛ أي: شديدًا غايةَ الشدةِ؛ يعني به: دَينًا ثقيلًا، هذا لفظ الحديث، ولكن الحكمَ جوازُ السؤال لأداء الدَّين، وإن كان الدَّينُ قليلًا.
قوله: "ليُثرِي"؛ أي: ليُكثِر.
"الرَّضْف": الحَجَر المُحمَّى، والمراد به: التحريق.
روى هذا الحديثَ حُبْشيُّ بن جُنَادة السَّلُولي.
* * *
1312 - ويُروي: "إنَّ المَسألةَ لا تَصلُحُ إلا لثَلاثةٍ: لذي فَقْرٍ مُدْقِع، أو لِذِيْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أو لذي دَمٍ مُوجِعٍ".
قوله: "أو دمٍ مُوجعٍ"؛ يعني: أو دِيَةٍ تُوجعُ أولياءَ القاتلِ أو القاتلَ؛ بأن يَلزَمَه دِيَةٌ، وليس له ولا لأوليائه مالٌ، ولا يؤديها من بيت المال؛ فقد حصلت المخاصمة والفتنة بين أولياء القاتل والمقتول في طلب الدية؛ فيجوز لواحدٍ أن يسأل الناسَ حتى يُؤديَ الديةَ، ويقطعَ بينهم الخصومة.
* * *
1313 - وقال: "مَن أصابَتهُ فاقةٌ فأَنزلَها بالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فاقتُه، ومن أنزلَها بالله أَوْشَكَ الله له بالغِنى، إمَّا بموتٍ عاجِلٍ، أو غِنًى عاجِلٍ".
قوله: "فأنزلها بالناس"؛ يعني: مَن عرضَ حاجتَه على الناس وطلبَ إزالةَ فقرِه من الناس لم يُصلحوا مالَه، ولم يُزيلوا فقرَه، بل لِيَعرِضِ العبدُ فقرَه