إلي ذِراعٌ لَقَبلتُ".
قوله: "لو دعيتُ إلى كُراعٍ لأجبت"، (الكراع): لمَا دون الركبة من الإنسان، ولمَا دون الكعب من الدوابِّ؛ يعني: إذا دعاني أحدٌ إلى ضيافةِ كُراعِ غنمٍ لأجبته.
هذا إظهارُ التواضع، وتحريضُ الناس على التواضعِ وإجابةِ مَن يدعوهم إلى ضيافةٍ.
قوله: "ولو أهدي إلي ذراع لقبلت"؛ يعني: لو أَرسل إليَّ أحدٌ ذراعًا من كِرْباس أو ذراعَ شاةٍ على رسم الهدية لقبلْته، وهذا أيضًا ترغيب الناس على قبول الهدية.
روى هذا الحديث أبو هريرة.
* * *
1291 - وقال: "ليسَ المِسْكِينُ الذي يَطُوفُ على النَّاسِ تَرُدُّه اللُّقمةُ واللُّقْمتانِ، والتَّمرةُ والتَّمرتانِ، ولكنَّ المِسْكينَ الذي لا يَجِدُ غنًى يُغنيهِ، ولا يُفطَنُ به فيُتصدَّقَ عليه، ولا يَقُوم فيَسأَلُ الناسَ".
قوله: "تردُّه اللقمة واللقمتان"؛ يعني: ليس المسكين مَن يتردَّد على الأبواب، ويأخذ لقمة، فإن: مَن فَعَلَ هذا ليس بمسكين؛ لأنه يقدر على تحصيل قوته، وليس المراد من هذا أنَّ مَن فعل هذا لا يستحق الزكاة، بل يستحقُّها، ولكن المراد ذمُّ مَن هذا فعلُه إذا لم يكن مضطرًا، وإظهارُ فضل مسكينٍ لم يسأل الناس على مَن يسألهم.
قوله: "ولا يفطن له"؛ أي: ولا يُعلم حالُه أنه محتاجٌ حتى يتصدقَ عليه الناس، بل يُخفي حال نفسه.