ـ وذكر ابن العبري أن أحد تصرفات تورانشاه التي أثارت حفيظة البحرية ضده حين علم أن الملكة زوجة الملك لويس التاسع المعتقل لديه ولدت له إبناً في دمياط فسير إليها المعظم عشرة آلاف دينار ذهباً ومهداً للطفل ذهبياً وحللاً ملكية (?)، وغير ذلك من الاسباب والمهم أن نعرف حقيقة هامة وهي أنهم شعروا باختلاف شديد في معاملة السلطان لهم ومعاملة تورانشاه المختلفة فقد كان الملك الصالح يحب مماليكه ويهتم بهم ويغدق عليهم الكثير من الإنفاق وقد بلغ من شدة اهتمامه بهم أنه ذكرهم في وصيته لابنه تورانشاه: الولد يتوصى بالخدم محسن ورشيد والخدم المقدمين لا تغيرهم فما قدمت أحد من الخدم ولا من المماليك إلا بعد ما تحققت نصحه وشفقته واستاذ الدار وأمير جاندار تتوصى بهم وكذلك الحسام لا تغييرهم فإني اعتمد عليهم في جميع أموري (?)، وقد عينت في ورقة عند الأخ فخر الدين عشرين من المماليك تقدمهم وتعطي كل واحد منهم كوس (?) وعلم وتحسن إليهم وتتوصى بالمماليك غاية الوصية، فهم الذين كنت أعتمد عليهم واثق بهم وهم ظهري وساعدي، تتلطف بهم وتطيب قلوبهم وتوعدهم بكل خير، ولا تخالف وصيتي ولولا المماليك ما كنت قدرت اركب فرسي ولا أروح إلى دمشق ولا إلى غيرهم فتكرمهم، وتحفظ جانبهم (?)، وجاء في الوصية: والوصية بجميع الأمراء وأكرمهم واحترمهم وأرفع منزلتهم فهم جناحك الذي تطير به وظهرك الذي تركن إليه وطيب قلوبهم وزيد في إقطاعهم وزيد كل أمير على ما معه من العدة عشرين فارساً، وأنفق الأموال وطيب قلوب الرجال يحبوك وتنال غرضك في دفع هذا العدو (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015