وأول إبتداء النصر على الفرنج، وجزع لويس التاسع بتلك الصدمة لكنه تملك نفسه، وبادر إلى إقامة خط إمامي لمواجهة ما توقعه من هجوم، من قبل فرسان المماليك ضد قواته، كما اقام جسراً من الصنوبر على مجرى البحر الصغير عبر عليه النيل مع رجاله ووزع رماته على الطرف البعيد للنهر حتى يكفلوا الحماية للجند عند عبورهم متى دعت الضرورة إلى ذلك، لكن المماليك لم يتركوه وشأنه وبادروا إلى شن هجوم على المعسكر الصليبي وقاد الملك الفرنسي المعركة بنفسه وأجبر المسلمين على التراجع نحو المنصورة، وعلى رغم من الانتصار الصليبي، إلا موقف الصليبيين أخذ يزداد سوءاً بسرعة واضحة، بعد أن قلت المؤن، كما فقدوا نسبة مرتفعة من فرسانهم في معركة المنصورة، وانتشرت الأمراض في معسكرهم، وظل الملك الفرنسي زهاء ثمانية أسابيع، في معسكره أمام المنصورة، آملاً بأن يحدث إنقلاب في مصر، أو يقوم المصريون بثورة على الحكم الأيوبي (?).