4 ـ نظام الأكل والثياب والراحة: كان لتعليم المماليك نظام دقيق، فليس لهم أن يخرجوا من مقرهم، إطلاقاً، لا سيما ليلاً، وكان عليهم أن يذهبوا إلى الحمام يوماً في الأسبوع، ويكون أكلهم اللحم والأطعمة والفواكه والحلوى، والفول المسلوق وغير ذلك، وكانوا يتسلمون كسوات فاخرة، وقد يأخذون مرتباً قليلاً قد يصل إلى ثلاث أو عشرة دنانير في الشهر (?)، وكان السلطان يذهب ليتفقد أحوالهم من طعام وغيره، ولكن منذ عهد السلطان برقوق سمح للمماليك بالخروج من الطباق والمبيت خارجها في القاهرة، بحيث أصبحت فقط مكاناً لتعليمهم، ويلاحظ المقريزي أن ذلك جرَّ إلى نسيان تقاليد المماليك في التعليم بالطباق وأنهم أخلدوا إلى البطالة، وسعوا إلى نكاح النساء، حتى صارت المماليك أرذل الناس وأدناهم (?).