ـ وأن كل الخلق إلى الله راجعون، وعن أعمالهم مسئولون ومحاسبون وفي الجنة أو في النار مستقرون، "أيحسب الإنسان أن يترك سدى" (القيامة، آية: 63).
ـ وأن نعيم الجنة ينسي كل تعب ومرارته في الدنيا وكذلك عذاب النار ينسي كل راحة وحلاوة في هذه الدنيا: "أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون" (الشعراء، آيات: 205 ـ 207)، "كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية" (الحاقة، آية: 24).
ـ وأن الناس مع زوال الدنيا واستقرارهم في الجنة، أو في النار سيمرون بسلسلة طويلة من الأهوال والشدائد "يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئٌ عظيم * يوم يرونها تذهل كل مرضعة عمّا أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكنَّ عذاب الله شديد" (الحج، آيات: 1 ـ 2)، وقال تعالى: "وكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً * السماء منفطر به كان وعده مفعولاً" (المزمل، آيات: 17 ـ 18).
ـ وسبيل النجاة من شر هذه الأهوال ومن تلك الشدائد والظفر بالجنة والبعد عن النار (?)، وبالإيمان بالله تعالى وعمل الصالحات إبتغاء مرضاته "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير" (البروج، آية: 11).
ـ ومضى صلى الله عليه وسلم كذلك يبصرهم ويذكرهم بدورهم ورسالتهم في الأرض، ومنزلتهم ومكانتهم عند الله، وظل صلى الله عليه وسلم معهم على هذه الحال من التبصير والتذكير حتى انقدح في ذهنهم ما لهم عند الله وما دورهم ورسالتهم في الأرض، وتأثراً بتربيته الحميدة تولدت الحماسة والعزيمة في نفوس أصحابه فانطلقوا عاملين بالليل والنهار بكل ما في وسعهم وما في طاقتهم دون كسل أو توان، ودون كلل أو ملل، ودون خوف من أحد إلا من الله، ودون طمع من مغنم إلا أداء هذا الدور وهذه الرسالة، لتحقيق السعادة في الدنيا والفوز والنجاة في الآخرة (?).