علا الصليبُ على أعلى منابرها ... وقام بالأمر من يحويه زُنَّارُ

وكم حريمٍ سبتهُ الترك غاصبة ... وكان من دون ذاك الستر أستار

وكم بدور على البدرية انخسفت؟ ... ولم يَعُد لبدور منه إبدار

وكم ذخائر أضحت وهي شائعة ... من النهاب وقد حازته كفار

وكم حدودٍ أقيمت من سيوفهم ... على الرقاب وحُطَّتْ فيه أوزار

ناديتُ والسَّبْيُ مهتوك تجرّهم ... إلى السفاح من الأعداء دُعّار (?)

ب ـ شمس الدين الكوفي الواعظ: حيث قال:

عندي لأجل فراقكم آلام ... فإلام أعذَل فيكم وأُلام

من كان مثلي للحبيب مفارقاً ... لا تعذلوه فالكلام كلام

نعم المساعد دمعي الجاري على ... خَذَّي إلا أنه نمّام

ويذيب روحي نوْح كل حمامة ... فكأنما نوح الحمام حِمَام

إن كنتَ مثلي للأحبة فاقداً ... أو في فؤادك لوعة وغرام

قف في ديار الظاعنين ونادهما ... يا دار ما صنعت بك الأيام

أعرضت عنك لأنهم مذ أعرضوا ... لم يبق فيّ بشاشة تُشَام

يا دارُ أين زمان رَبعك مونقاً ... وشعارك الإجلال والإكرام

يا دار مُذ أفلت نجومُك عمّنا ... والله من بعد الضياء ظلام

فلبُعدهم قَرُب الردى ولفقدهم ... فُقد الهدى وتزلزل الإسلام

فمتى قبلتِ من الأعادي ساكناً ... بعد الأحبة لا سقاك غمام

يا سادتي أما الفؤاد فشيِّق ... قَلِق وأما أدمعي فَسِجام

والدار مذ عدمت جمال وجوهكم ... لم يبق في ذاك المقام مُقام

لاحظ فيها للعيون ... وليس للأقدام في عرصاتها إقدام

إلى أن قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015