لابد من الحصول على موافقة الأمير"باتو" باعتباره أكبر الأمراء سناً ومقاماً فأصبح من حقه النظر في اختيار الملوك وتنصيبهم وعلى هذا أرسلوا إليه يطلبون أن يحضر إلى منغوليا لعقد القوريلتاي وتنصيب الخان الجديد، فرد عليهم معتذراً بعدم قدرته على السفر إلى منغوليا بسبب مرضه، وفي نفس الوقت وجه الدعوة إلى كبار الأمراء والقواد للحضور إلى القبجاق حيث يقيم، والإشتراك في القوريلتاي لانتخاب الخان، ولكن أبناء أوكتاي وجغتاي عارضوا هذا الإقتراح، وأصروا على أن يعقد القوريلتاي في المقر الأصلي لجنكيز خان جرياً على العادة المتبعة وعلى هذا امتنعوا على الذهاب إلى القبجاق واكتفوا بأن أنابوا عنهم بعض المندوبين وأما منكو وإخوته فقد لبوا دعوة باتو، وأسرعوا إلى القبجاق حيث عقد القوريلتاي ونودي بمنكو إمبراطوراً على المغول وتلقب بلقب"منكو قآان" وبهذا انتقل الحكم إلى أولاده تولوي الذين يمثلون الفرع الثاني من أسرة جنكيز خان ولكن لما لم يكن جميع الأمراء ممثلين في هذا الإجتماع، أُتفق على أن يعقد القوريلتاي مرة ثانية في مطلع السنة الجديدة ويحضره الأمراء والعظماء لإقرار تنصيب"منكَو" خاناً أعظم للمغول بصفة رسمية وعقد القوريلتاي مرّة أخرى في شهر ذي الحجة 648هـ/ابريل1260م في منطقة قراقورم، وذلك رغم أنف المعارضين وفيه أعلن انتخاب منكو رسمياً ولكن المناوئين لسياسة منكو لم يخضعوا لهذا القرار، وحاولوا تدبير مؤامرة لقلب نظام الحكم بالقوة، فعلم بذلك منكَو في الوقت المناسب وتمّ القبض على المتآمرين قبل تنفيذ خططهم، ولما حقق معهم اعترفوا بجرمهم وكان منكو قآان ينوي الصفح عنهم إلا أن الأمراء حذروه مغبة التهاون معهم، وأصروا على ضرورة الاقتصاص منهم، وأخيراً طلب مشورة محمود
يلواج، فسرد إليه قصة الأسكندر وأرسطو ومؤداها أنه عندما استولى الأسكندر على أكثر ممالك العالم، أراد أن يسير نحو الهند، غير أن أمراء الدولة وأركانها خرجوا على طاعته وتخلفوا عن متابعته، وأخذ كل منهم يعلن الاستقلال والاستبداد، فعجز الأسكندر عن علاج هذه الوضع وأرسل رسولاً إلى وزيره أرسطو الذي لا نظير له، وأطلعه على عصيان أمرائه وتمردهم، وسأله عن إيجاد حل لهذه المسألة فدخل أرسطو مع الرسول إحدى الحدائق، وأمر بأن تُجتَثَّ الأشجار الكبيرة من جذورها وأن تغرس شجيرات صغيرة، فقال الأسكندر: لقد أجاب، وأنت لم تفهم مقصوده، وأهلك الأسكندر ـ على الفور ـ الأمراء المستبدين، ونصب أبناءهم في أماكنهم، فاستحسن