منغوليا، فاقترح أغلب الحاضرين انتخاب كيوك خاناً، أعظم للمغول ولكنه يعتذر محتجاً بضعفه ومرضه وفي النهاية قبل أن يتقلد هذا المنصب نزولاً على رغبة الأمراء بشرط أن يكون الحكم وريثاً في سلالته، فوافق الجميع على ذلك، عندئذ خلع الأمراء قلانسهم، وحلوا أحزمتهم، وأجلسوا كيوك على العرش ثم أخذوا الكؤس، وركعوا أمام عرشه، وأعلنوا انتخابه رسمياً خاناً للمغول واستمروا يحتفلون بهذه المناسبة مدة أسبوع وكان كيوك يقوم بتوزيع الأموال على الأمراء ورؤساء الفرق، وتذكر المصادر التاريخية أن القآان عامل رسول الخليفة معاملة حسنة ولكنه سلمه رسالة كلها تهديد ووعيد، أما ممثلوا الإسماعيلية، فراح يصب عليهم جام غضبه، وصرفهم أذلاء مهانين، ورد على زعيمهم رداً جافاً إلى أقصى حد (?)،
كان كيوك خان، رجلاً مغامراً محارباً ميالاً إلى الغزو والفتح، فهو أقرب الشبه إلى جده جنكيز خان ولم يكد يستقر في الحكم حتى لفت نظر الأمراء والنبلاء ضرورة مراعاة أحكام الياسا وتجنب الخروج عليها أو تحريفها وتأويلها وامر بمعاقبة الذين قصروا في أداء واجبهم أو ارتكبوا مخالفات في المدة السابقة على توليته، كذلك كلف أمراءه وقواده بتجيش الجيوش لفتح الصين الجنوبية وعهد بهذه المهمة إلى القائد المغولي سبوتاي، واوفد"ايلجيكتاي" إلى إيران لفتح بقية الممالك الإسلامية، وجعل له السلطة العليا في الإشراف على شئون الروم والكرج والموصل وديار بكر، ونصّب محمود، حاكماً على ممالك الخطا، وولى الأمير مسعود بيك، حاكماً على ما وراء النهر وتركستان، وعين الأمير أرغون والياً على بلاد خراسان والعراق وأذربيجان وشروان واللور وكرمان وفارس وطرف الهند، وقلد السلطان"ركن الدين" سلطنة الروم لأنه قدم إلى منغوليا بمناسبة تنصيبه إمبراطوراً للمغول وعزل أخاه الأكبر"عز الدين" وقرر أن يكون داود الصغير المعروف بابن فيز ملكاً محكوماً لداود الكبير صاحب تفليس (?).
أ ـ سياسة كيوك خان مع المسيحيين: كانت توراكينا خاتون تدين بالمسيحية، ولهذا عهدت إلى الأمير"قداق" المسيحي بالإشراف على تربية ابنها كيوك منذ الصغر، ولما اعتلى عرش المغول قرب إليه"جينقاي" الذي كان يعمل مستشاراً ووزيراً لأبيه، وكان من قبيلة كرايت، يدين أيضاً بالمسيحية، ولم يكتف كيوك بهذا، بل قلده منصب الوزارة، فكان