وسط لهيب النار، وبعد ذلك إنسابت الجيوش المغولية إلى مملكة أوكرانيا، فقلبوا هذه المناطق رأساً على عقب وعاثوا فيها تخريباً وفساداً، واستولوا على عاصمتها ((كييف)) في سنة 638هـ (1240م) ودمروها تدميرا كاملاً ثم نهبوا إمارة غاليسيا الروسية، وبذلك سقطت في أيديهم روسيا بأكملها، واستمرت تلك المناطق الشاسعة خاضعة للمغول مدة قرنين ونصف 636هـ ـ 886هـ، وبعد أن تم فتح روسيا، انقسمت جيوشهم إلى قسمين: زحف القسم الأول على بولندا، وتوجه القسم الثاني إلى المجر. وقد تمكن القسم الأول من التغلب على جيش متحالف من البولونيين والألمان يبلغ تعداده 30000 جندي، واستولى المغول على مدينة ((بِرسلاو)) وتقدموا حتى مدينة برلين، بعد أنزلوا بالسكان الفناء والهلاك وبالمدن الخراب والدمار وفي هذا الاقليم وحده، جمعوا أكياساً ملأوها بآذان ضحاياهم وقتلاهم فبلغ مجموعها 270000 أذن أخذوها معهم دليلاً على ما كانوا يفخرون به من بأس وسطوة (?).

وأما القسم الثاني فقد تغلب أيضاً في نفس الوقت على المجريين واستولى المغول على عاصمتهم ((بِست)) وتقدموا إلى فيينا من جهة وإلى سواحل بحر الأدرياتيك من جهة أخرى، وبينما المغول سائرون في فتوحاتهم على قدم وساق في أوربا إذا بالأنباء ترد إلى أوربا تعلن وفاة أوكتاي في سنة 639هـ/1241م واستدعاء باتو وسبوتاي لحضور القوريلتاي والاشتراك في انتخاب الخان الجديد، وبذلك سلمت أقاليم غرب أوربا من خطر محقق كان ينتظرها على أيدي هؤلاء المغول (?) ..

3 ـ وفاة أوكتاي قاآن

3 ـ وفاة أوكتاي قاآن: كان أوكتاي ولوعاً إلى أقصى حد بالشرب والإدمان على الخمر وقد تسبب هذا في ضعفه يوماً بعد يوم، ولم يتيسر الخاصة ولا الأصفياء منعه من ذلك، بل كان يكثر من الشراب رغماً عنهم وعندما كانت جيوشه تحارب في أوربا، ظل مدة سبع سنوات عاكفاً على اللهو والمتعة والشراب إلى أن أثر هذا على صحته، وفي إحدى الليالي عندما حان أجله، أفرط في الشراب، فتوفي وهو نائم وكان ذلك في سنة 639هـ/1241م (?).

4 ـ النظم والإصلاحات التي تمت في عهد أوكتاي:

قام أوكتاي بعدة إصلاحات في البلاد المغلوبة على أمرها فقد ترك زمام الأمور في الصين في يد وزيره الحكيم ((يي ليو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015