629هـ/1232م، وذلك لأن الأهالي هناك لم يكونوا على وفاق مع السلطان جلال الدين وعندما تأكدوا من ضعفه ثاروا عل الحكام الخوارزميين وقتلوهم وقطعوا رؤوسهم وأرسلوها إلى المغول تقرباً إليهم، لهذا لم يكد الجيش المغولي يقترب من أبواب تبريز حتى سارع الأهالي إلى تقديم فروض الطاعة، وقدموا مختلف الهدايا من مال وقماش إلى قواد المغول كما قبلوا شحنة من قبلهم، وتعهدوا بأن يدفعوا لهم جزية كبيرة كل سنة، فما كان من المغول إلا أن وافقوا على هذه العروض، ودخلوا المدينة، ولكنها سلمت من التخريب، والتدمير إذا قيست بغيرها من المدن (?)، وفي عام 632 ـ 633هـ (1234 ـ 1235م) دخل المغول إقليم إربل وغزو حاضرته، إلا أن أهالي المدينة أسرعوا إلى القلعة، وتحصنوا فيها، فحاصرها المغول أربعين يوماً وأخيراً افتدى الأهالي أنفسهم بمبلغ كبير من المال ورحل المغول عنها عندما سمعوا أن المدد قد جاء من بغداد، وبعد ذلك انتقلت القوات المغولية إلى العراق فية سنة 634هـ (1236م) وواصلت زحفها شمالاً حتى وصلت مدينة (سامراء)، فلما شعر الخليفة يتهدده الخطر، أسرع وأعلن الجهاد بعد أن جمع مجلساً من العلماء أفتوا بأن الغزو في سبيل الله خير من الحج إلى بيت الله، فكان أن تجمع جيش كبير بقيادة مجاهد الدين الدواتدار (?)،

واستطاع أن يهزم المغول بالقرب من تكريت ما بين دجلة وجبل ((حَمْرَين)) وأن يفك أسر عدد كبير من المسلمين كانوا قد وقعوا في أيدي المغول أثناء قتالهم في إربل، واقام المسلمون الاستحكامات المنيعة حول بغداد وعاد المغول الكرة وقصدوا بغداد عام 635هـ/1237م حيث هزموا المسلمين في الخانقين، وقتلوا عدداً كبيراً منهم، وعاد الباقون إلى بغداد (?)، واستمر المغول في مهاجماتهم لجورجيا وأرمينية ودمروا وخرّبوا ولكن المغول عادوا وأحسنوا معاملة أرمينية وجورجيا وسلكوا معهما نفس السلوك الذي سلكوه مع فارس وكرمان وكذلك سيطرة المغول سيطر كاملة على الأقاليم الشرقية من الدولة الخوارزمية، دون أن يجدوا أدنى مقاومة، فسلمت سجستان وغزني وكابل وحدود السند، واستطاع المغول السيطرة على سلاجقة الروم عام 640هـ/1243م بعد انتصارهم عليهم في معركة عنيفة بموضع"كوسة طاغ" ووضع الأناضول بعدها في قبضة المغول وخضع السلطان غياث الدين لخان المغول وألتزم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015