ساير الصرف النحو ولم يتخلف عنه، يقول أبو الفتح في مقدمة المنصف: لا تجد كتابا في النحو إلا والتصريف في آخره.
وكان لبعض النحويين هوى خاص بعلم الصرف فاشتهر به، وذلك كشهرة معاذ بن مسلم الهراء1 الكوفي "المتوفى سنة 190" في صياغة الأبنية ومسائل التمرين، كما كانت هناك ظروف خاصة جعلت بعض النحويين يقبلون على الصرف، ويتفرغون له.
فقد روي أن أبا علي الفارسي اجتاز بالموصل، فمر بالجامع وأبو الفتح بن جني في حلقة يقرئ النحو وهو شاب، فسأله أبو علي عن مسألة في التصريف، فقصّر فيها، فقال له أبو علي: تزبّبت وأنت حِصْرِم، فأقبل على التصريف فلم يكن في شيء من علومه أكمل منه في التصريف، ولم يتكلم أحد في التصريف أدق كلامًا منه.